صحافة مواطن

ضوضاء التكاتك وميكروفونات الباعة الجائلين… إلى متى يفتقد أهالي الوراق الهدوء؟

محمد غريب الشهاوى

في وقت باتت فيه الحاجة إلى لحظة هدوء ضرورة لا رفاهية، يئن سكان منطقة وراق العرب تحت وطأة ضجيج لا يهدأ، وصرخات يومية من مكبرات الصوت التي لا تعرف حدودًا للزمان أو احترامًا للمكان.

فبين هدير التكاتك التي تجوب الشوارع صباح مساء، تصدح بأغانٍ صاخبة تخترق النوافذ المغلقة، وصيحات الباعة المتجولين عبر مكبرات الصوت التي تحوّلت إلى مصدر تلوث سمعي دائم، أصبح من المستحيل أن ينعم الأهالي بلحظة سكينة داخل منازلهم.

الطلبة يشكون من صعوبة التركيز، المرضى لا يستطيعون الحصول على قسط من الراحة، والموظفون لا يجدون ملاذًا للاسترخاء بعد يوم طويل من العمل. وبينما لا يعارض أحد حق الباعة في السعي وراء الرزق، فإن هذا لا يجب أن يكون على حساب حق المواطنين في الراحة.

إن ما يحدث اليوم في شوارع الوراق يتجاوز حدود المقبول، ويستدعي تدخلاً عاجلاً من الجهات المعنية. فأين هي الرقابة؟ وأين دور الأجهزة التنفيذية في ضبط السلوك العام والحفاظ على الصحة النفسية للمواطنين؟

سكان المنطقة يناشدون السيد محافظ الجيزة، ورئيس حي الوراق، بضرورة إصدار قرارات واضحة وصارمة لتنظيم استخدام مكبرات الصوت في المناطق السكنية، وتحديد أوقات حركة التكاتك والباعة الجائلين، بما لا يتعارض مع حقوق الآخرين.

إن الحق في الهدوء لا يقل أهمية عن الحق في العمل، ونحن ننتظر تحركًا حقيقيًا يعيد للمكان اتزانه، ويضمن لنا حياةً كريمة، خالية من الإزعاج الدائم والتوتر المتواصل.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى