مقالاتمنوعات

تنهيدة قلب تروي خيبة الوجدان

 

كتبت/ خديجة ربيع

أسيرة القلم

في زاويةٍ معتمة من الوجدان، تهمس الكاتبة بتنهيدة قلبٍ غارق في الخذلان، وتسرد مرارة تجربةٍ قاسية مع أشخاصٍ ظنت فيهم الخير، فإذا بهم ذئابٌ تتربص، وثعابينٌ تلتف حول الأمان لتغدر.

تحكي الكاتبة كيف خُدعت بمظاهر الطيبة، وأهدت حبًا نقيًا، فقوبلت بنكران وجفاء، وكيف أصبحت فريسةً في نظر من لا يعرفون للود قدرًا ولا للوفاء ثمنًا، فأهدت قلبها ليغرسوا فيه خناجر الخيانة والخذلان.

“عجزت عن تفسير أمرهم” تقول خديجة، “أما زال هناك أحباب يصونون الهوى؟” سؤال تطرحه وقد غلبتها الدموع، والوجع يطفو من بين السطور كأنها تسير على الجمر حافية، تصارع قلوبًا تمتهن الغدر باسم الطُهر.

تصف مشهدًا موجعًا لطفلةٍ داخلها، تعلقت بأشخاصٍ ظنّت أنهم الأمان، فإذا بهم خذلوها بلا ذنب، سوى أنها أحبت بصدق. واجهتهم بألمها فاتهموها، كأن الذبيح مطالبٌ بأن يكون مبتسمًا مطيعًا للسكين!

تستدعي الكاتبة مشهد إخوة يوسف حين جاؤوا أباهم عشاءً يبكون، لتدلل على زيف دموع بعض الناس. وتقول: “يجلدونني بألسنتهم، يأكلون لحمي في المجالس، ثم يرتدون عباءة التقى ويتهمونني بما هم غارقون فيه!”

تبلغ الحكاية ذروتها حين تصرخ: “فاض الكأس، ما عاد فيّ ذرة احتمال”، فقد تراكم الألم، واستفحل الظلم حتى شلّ الروح والجسد. حالة من الذعر والانهيار، نيران تتأجج في القلب، ودموع على حافة الانفجار.

ليست هذه مجرد كلمات، بل صرخة صادقة من قلبٍ ذاق مرارة الخذلان، ووجع التظاهر، وتناقض البشر. إنها تنهيدة قلب، ولكنها أيضًا رسالة لكل من يلبس ثوب الفضيلة ليُخفي تحته خنجر الغدر.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى