أحمد حسني القاضي الأنصاري
في شتاء عام 1924، وخلال تساقط الثلوج بغزارة، قرر البروفيسور الياباني هيدسابورو أوينو، أستاذ العلوم الزراعية، اقتناء جرو صغير من فصيلة أكيتا اليابانية، وأطلق عليه اسم هاتشيكو. تقول إحدى الروايات إن الاسم جاء بسبب شكل قدميه الأماميتين اللتين تشبهان الرقم “ثمانية” (هاتشي 八) باليابانية.
رابطة لا تنكسر
منذ اللحظة الأولى، نشأت علاقة قوية بين البروفيسور وهاتشيكو، حيث كان ينام تحت سريره ويتناول الطعام معه. اعتاد الكلب مرافقة صاحبه يوميًا إلى محطة شيبويا، حيث يستقل القطار إلى عمله، ثم يعود في نفس الموعد مساءً لينتظره عند المحطة.
الانتظار الذي دام تسع سنوات
في عام 1925، تعرض البروفيسور لأزمة قلبية وتوفي فجأة، لكن هاتشيكو لم يدرك أن صاحبه لن يعود، فظل يوميًا يذهب إلى المحطة في نفس التوقيت، منتظرًا عودته.
تحول هاتشيكو إلى رمز للوفاء في اليابان، وبدأ السكان المحليون يلاحظون إخلاصه، حتى كتب أحد طلاب البروفيسور مقالًا عنه، جعل قصته مشهورة في أنحاء البلاد.
نهاية حزينة وخلود في الذاكرة
بعد تسع سنوات من الانتظار، في 8 مارس 1935، عُثر على هاتشيكو ميتًا أمام المحطة، ما أثار حزن اليابانيين، فقرروا تخليد ذكراه بتمثال برونزي في نفس المكان.
تحولت قصة هاتشيكو إلى أفلام وروايات عالمية، أبرزها فيلم “Hachi: A Dog’s Tale” عام 2009، ليبقى هذا الكلب رمزًا خالدًا للوفاء والإخلاص.
