سلسبيل

بقلم / انتصار عمار
قضية جيل من بعد جيل، شايل هموم بلده، وحمل تقيل.
من زمان، من يوم ما جينا الدنيا، وضرب نار وحرب قايمة، وشعب ذليل.
ما تقوم له قُومة، ولا حاله بيتعدل، حاله يعي العليل.
والضرب ليه، والحرب ليه؟
دا حد جاي، وعاوز يخرجني من داري،
صعبان عليه أكمل مشواري،
طفى لي نور كل القناديل.
عايش معانا، ومش مننا،
وعمره ما شال يوم همنا
ومخلينه وسطنا،
وهو دا رد الجميل؟
وبرغم دا عمري ما هاعيش يوم في الظلام،
ولا اخلي عزمي جوايا ينام
هاقوم وهابدأ من جديد،
ما فيش تأجيل.
الأرض أرضي يا ولد،
والدار دي داري،
أوع تفكر يوم يا عدو بإيديك قراري،
هات الدليل.
الشمس ساطعة في السماء،
منقوش عليها كلمة رحيل.
إيه البديل؟
دا شعب ضحى بنفسه، وبكل غالي،
ملهوش مثيل.
هيجي اليوم، ويهل نهار بعيون فرح من بعد ليل.
كان ليل طويل،
سواده خيم على القلوب قبل الخيم،
قبل البيوت،
ودماء تسيل.
عاوزة الضمير،
فين العدالة
في دم حر على الأرض ينزل
دم الشهيد أحمر غميق
يحضن تراب الأرض،
آآه، بس العويل.
اللي أقدر عليه،
وقلب موجوع يبكي وهو خايف،
يجي عليه الدور،
والحيط يميل.
كابوس فظيع
لشوية قطيع
نصبوا نفسهم حكام على البني آدمين،
ودا يرضي مين؟
أنتوا للشيطان عميل.
عمري ما قلبي اعتاد المشهد،
عارفاه حقيقي وجع،
ومش تمثيل.
قل لي يا ليل إنك بتاعي،
والأرض تشهد،
والعقل واعي،
والحلم باقي،
وطريق طويل.
مفروش بدمي،
يا شايلة همي،
حبيبتي يا اما،
النصر جاي مش مستحيل.
مش بس غنوة،
حدوتة حلوة،
حقيقة أيوه وأمل كبير،
يرسم مصير،
قوة اولاد،
شباب،
رجال،
مش خيل هزيل.
دا أنا قلبي حي،
يحلف لَجَي العيد عيدين
يا قدس قومي اتزيني لصلاح الدين،
هتعود بلادي حرة،
وانادي،
عاشت فلسطين
لا كلام أفلام،
ولا غُنى مواويل.
يا اللي قتلتوا كم قتيل!
بكره هنروي بدمكم أرض النخيل.
يا سلسبيل
يا ام الضفاير على الضهر،
حاير هوا النسيم،
عمال يميل.
يسأل حبيب غاب عن حبيبه بقى له سنين؛
الود فين،
طواه ف منديل؟
منديل معطر بريح المسك،
بدم الشهيد،
قوة حديد!!
قلبي، لما يتقتل أدام عيوني برصاص الغدر
ابني،
اللي عمري فيه كله بابني
وأكّتم صراخي،
واحبس أنفاسي،
والبس لجام الصبر،
آه مافيش بديل.
يا سلسبيل
ليه بتبكي ليه؟
وعلى مين؟
كلامك صديقتي،
زود وجعتي،
وخلى بكايا على خدي يسيل.
وبتطلبي مني السماح؟
هو متاح!
أنا المقاتل بالدعاء،
ما هو دا سلاح المستضعفين
على إيه أسامحك يا حبيبتي،
وأنا وشي منك في التراب
باداري حيرتي،
سامحيني أنتِ
يا عنقود كرم في قلب نبيل.
كل كلامك وجع لي قلبي،
وكأنك بتودعيني،
جاية توصيني؟
فكرك أنتِ لو صابك شيء،
بعدك هاعيش!
يا ألف ويل!
موجوع قلبي،
يا بنت عمي،
مكتوفة إيدي،
باستني عيدي،
ومن سنين
مقطوع وريدي،
مفقود وليدي،
يتيم حفيدي،
الولد الأصيل.
سلام لغزة الحرة الأبية،
مليون تحية من بنت مصر
في كل عصر
أنتِ الأمل
في عيون حزينة،
مليانة زينة بألوان النصر
دا حلم حي،
مع بكره جي،
والألف ميل،
كان مستحيل،
بات ميل وحيد
في ليل كحيل.
في عيون النصر،
وصلاة العصر،
قرب هنصلى صلاة النصر،
صلاة الفتح،
تسبيح،
تكبير،
وتهليل.
يارب نصرك،
والفرحة تيجي،
والطير صديقي
يرقص،
يغني
يا عين،
يا ليل.
موال جميل،
ماهوش حزين،
والنغمة طلق في صدر العدو،
يرقص ويميل.
حيا الله شعب فلسطين،
هزم الله العدا
بطير آبابيل.
قضية جيل بعد جيل، سيأتي النصر ويغني النسيم وترقص أوراق الشجر، وينادي بكره من بعيد، ويقول انا جاي اغسلك من الهموم، واقفل صفحات الأمس، وترفع فوق المآذن الله اكبر، الله اكبر، ونصلي فروضنا ونعيش حياتنا، ونقول للدنيا احنا اهل غزة العزة اهل الصمود.
شكرا استاذة على كلامك الرائع
تكرم حضرتك أستاذ