تكنولوجيا

محاولة الولايات المتحدة الجديدة للسيطرة على الفضاء: هذه هي حاملة طائراتها المدارية

د. إيمان بشير ابوكبدة 

في السنوات الأخيرة، أصبحت المعركة للسيطرة على الفضاء ذات طابع استراتيجي متزايد. لم يعد الأمر يتعلق فقط باستكشاف الأقمار الصناعية أو وضعها في المدار، بل أصبح يتعلق أيضًا بتأمين المواقع وحماية البنية التحتية والرد السريع على التهديدات المحتملة. وتقود الولايات المتحدة والصين وروسيا هذا السباق، حيث تعمل على تطوير تقنيات تتراوح بين أقمار التجسس وأنظمة قادرة على التشويش أو تحييد أجهزة العدو.

وفي هذا السياق، بدأت الولايات المتحدة في الترويج لحلول مبتكرة، ومن بينها تطوير “حاملة طائرات مدارية “، وهي مركبة فضائية يمكن أن تحدث فرقاً كبيراً. وقعت قوة الفضاء الأمريكية، من خلال مكتب الابتكار SpaceWERX التابع لها، عقدًا بقيمة 60 مليون دولار مع شركة Gravitics لتطوير هذه التكنولوجيا.

الولايات المتحدة تصمم حاملة طائرات فضائية

ويقال إن المفهوم مشابه لحاملة الطائرات البحرية، ولكن في الفضاء. وهي منصة من شأنها أن تبقى في المدار، بالقرب من المناطق الاستراتيجية، جاهزة لنشر الأقمار الصناعية على الفور ، دون الحاجة إلى عمليات إطلاق من الأرض. ومن شأن هذا أن يسمح بالاستجابة السريعة لمواقف مثل التداخل أو الهجمات الإلكترونية أو فقدان الأقمار الصناعية الرئيسية .

وتعمل شركة “جرافيتكس” على إنتاج نسخة أولى مصغرة يمكن إطلاقها في عام 2026، ثم نسخة أكثر تقدماً بحجم داخلي يبلغ 60 متراً مكعباً وكتلة تصل إلى 10 آلاف كيلوغرام. ويعتمد التصميم على وحدة أسطوانية الشكل مزودة بألواح شمسية وحجرات غير مضغوطة، يمكن من خلالها إطلاق أقمار صناعية تتكيف مع مهام مختلفة.

ويقول كولين دوغان، الرئيس التنفيذي لشركة Gravitics إنه باستخدام هذا النظام الجديد، ستكون الأقمار الصناعية موجودة بالفعل في الفضاء، وجاهزة للعمل. ويهدف البرنامج إلى تزويد القوات الأميركية بالأدوات اللازمة لحماية قدراتها الفضائية واستعادتها بسرعة في بيئة متنازع عليها بشكل متزايد.

وأشار رئيس العمليات الفضائية الجنرال تشانس سالتزمان إلى أن الولايات المتحدة تحتاج إلى خدمات مدارية أكثر قوة للحفاظ على ريادتها في الفضاء، مضيفًا أنه في ضوء القدرات التي أظهرتها الصين وروسيا ، فإن حاملة الطائرات المدارية تظهر كحل محتمل.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى