ديني

الدكتور سعد الهلالي بين الميراث والكهنوت

د. فرج العادلي

أولًا الميراث:
أقول: إن فتاوى الأستاذ الدكتور سعد الدين الهلالي في الميراث ستكون ذريعة كبيرة في بعض البلدان خاصة الصعيد والريف بل ومناطق أخرى في بعض البلدان العربية، والتي اشتهر كثير من أفرادها (وليس الكل طبعا) بأكل ميراث النساء والقُصَّر، وتعويضهم ببعض الأموال التي لا تمت لحقهم بصلة، فكثيرٌ منهم كان يأكلها مع اعتقاده أنها حرام وتعدي سافر وصارخ على نصوص الشرع الشريف ، فكيف وقد أُزيلت هذه الصبغة الشرعية القرآنية عنها، وصارت خاضعة للمجتمعات والعادات بل صارت من الحقوق المدنية إن صح التعبير؟!، وعليه ستنشب المشاكل والنزاعات، وستكثر الصدامات العنيفة، وستحدث مماطلة كبيرة في أداء الحقوق المأكولة نية أو فعلا، ويتغول الأقوياء على الضعفاء بألف حجة وحجة يزينها لهم شياطين الإنس والجن، وسيُأكل مالُ اليتامى والفتيات من أبناء الإخوة والأخوات بنفس الحجج.

وستروح النساء والأطفال ضحية لهذه الفتوى التي صدرت من نصير المرأة كما يقول! وستنهار أنهار القضايا أمام المحاكم، وستكون دوامة ونفق مظلم لا آخر له.
كل هذا وحضرته يعلم أنه لا اجتهاد مع النص.

ثانيا الكهنوت:

يقول الأستاذ الدكتور سعد الدين الهلالي « لا تصدقوا الشيخ لأنهم يريدون فرض كهنوتهم عليكم»
وفي الحقيقة إن الشيوخ لا يذكرون أقوالهم البتة، بل يتخيرون للمستفتي من أقوال المذاهب الأربعة التي استقرت منذ قرون بعيدة، واستقامت عليها أحوال الناس ومصالهم، وكأنها قوانين يأخذ كل أقليم بمذهب للفصل فيما بينهم، وقد تصالحوا على ذلك واستقامت أمورهم، فدور الشيخ يقف عند نقل النص وبيانه.

أما من يريد فرض كهنوته فهو الأستاذ الدكتور سعد الهلالي؛ لأنه يأتي بأقوال من رأسه أو أقوالٍ شاذة، ويطالبهم أن يتركوا المستقر من المذاهب الأربعة المعتمدة في كل البلاد ويأخذوا بالشاذ، فمن الأولى بهذه التهمة؟!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى