اللحظة الحاسمة: إسرائيل تلوّح بمناورة كبرى في قلب غزة إذا فشلت مفاوضات الرهائن

كتبت ـ مها سمير
حذر موقع “واللا” الإسرائيلي، اليوم الأحد، من أن الجيش الإسرائيلي يجهز لخطة عسكرية موسعة داخل مدينة غزة، في حال فشل الجهود التفاوضية خلال الساعات القليلة المقبلة.
وذكر التقرير أن المؤسسة الأمنية الإسرائيلية أطلقت تحذيرات واضحة: إذا لم تُحقق المفاوضات تقدماً فورياً، فإن القيادة السياسية ستعطي الضوء الأخضر لتنفيذ مناورة عسكرية تهدف إلى التوغل في مركز مدينة غزة ومحاصرة المناطق الحيوية فيها، بما يشمل دير البلح والمخيمات المركزية.
ورغم ما وصفه التقرير بـ”الرسائل الإيجابية” حول صفقة إطلاق سراح الرهائن، إلا أنه لم يتم الإعلان عن اختراق حقيقي حتى الآن، ما يجعل الساعات القادمة حاسمة في مسار التهدئة أو التصعيد.
مصادر سياسية مطلعة أشارت إلى أن الطرفين – إسرائيل وحماس – لا يزالان ملتزمين ظاهرياً بالتوصل إلى اتفاق، لكن نقاط خلافية بقيت عالقة، ويمكن أن تُحسم بضغط من الوسطاء الدوليين، في مقدمتهم قطر والولايات المتحدة.
وفي هذا السياق، أكد مصدر أمني إسرائيلي رفيع للموقع أن “الوضع الميداني لا يعكس بالضرورة الواقع الأمني، إذ لا تزال المطاعم والمقاهي والمحال التجارية مفتوحة في مدينة غزة، رغم مرور أشهر على العمليات العسكرية”، مشيراً إلى أن خطوة نقل السكان جنوباً قد تشكل “ضربة معنوية قاتلة لحماس”.
ميدانياً، يواصل الجيش الإسرائيلي عملياته في خمسة محاور رئيسية داخل القطاع: فيلادلفيا، موراج، نتساريم، كرارا، وجباليا – حيث تشهد الأخيرة عمليات تطهير واسعة النطاق منذ أكثر من أسبوع، في محاولة للسيطرة على المناطق الشمالية وفتح الطريق إلى وسط غزة.
وبحسب التقرير، تكثفت الغارات الجوية مؤخراً على مناطق متعددة شملت دير البلح، جنوب مدينة غزة، وخان يونس، مع استمرار استخدام تكتيكات تطويق المسلحين ودفعهم للخروج من الأنفاق، التي تعد العمود الفقري للقدرات القتالية لدى حماس.
رغم أن القتال ما زال مستمراً، تواصل القوات الإسرائيلية السماح بتوزيع المساعدات الإنسانية في جنوب القطاع، وسط سعي رسمي لتحويل مدينة رفح إلى منطقة آمنة خاضعة لتفتيش أمني مشدد.
في المقابل، ما زالت حماس تقاتل بشراسة في رفح، وتواصل إرسال مسلحين لمهاجمة القوات الإسرائيلية على محور موراج، ما يشير إلى أن المعركة هناك لم تُحسم بعد.
في ظل استمرار المعارك البرية والجوية، يقف المشهد أمام مفترق طرق حاسم: إما أن تنجح المفاوضات ويتم التوصل إلى اتفاق شامل خلال الساعات القادمة، أو يشهد القطاع تصعيداً جديداً قد يكون الأوسع منذ بداية الحرب، مع دخول قلب مدينة غزة بشكل مباشر في العمليات العسكرية.