كتبت ـ مها سمير
أعلنت الحكومة الألمانية يوم الإثنين 28 يوليو 2025، إطلاق جسر جوي عاجل لنقل مساعدات إنسانية إلى القطاع المحاصر، وسط تصاعد الضغوط على إسرائيل بسبب الأوضاع الإنسانية “الحرجة” التي تمر بها غزة منذ قرابة عامين من الحرب المستمرة.
خلال مؤتمر صحفي عقده في برلين، صرّح المستشار الألماني فريدريش ميرتس أن المجلس الأمني للحكومة الألمانية اجتمع لمدة تجاوزت الساعتين لمراجعة تطورات الوضع في القطاع، حيث بلغ عدد القتلى وفقًا لوزارة الصحة في غزة نحو 60 ألف شخص.
“صور الأطفال الجائعين صدمت العالم”
وأوضح ميرتس أن صور الأطفال الذين يعانون من الجوع ونقص التغذية “هزت ضمير العالم”، داعيًا إلى تحرك دولي عاجل لوقف الكارثة. وأشار إلى أن بلاده ترحب بإعلان إسرائيل عن وقف مؤقت للعمليات العسكرية لمدة عشر ساعات يوميًا في بعض مناطق غزة، لكنه شدد على أن هذا الإجراء “غير كافٍ ويجب أن يكون مقدمة لسلسلة من الخطوات الحقيقية لرفع المعاناة عن المدنيين”.
تباين بين واشنطن وتل أبيب
من جانبه، علّق الرئيس الأميركي دونالد ترامب على تطورات الوضع في غزة، قائلاً إن “الكثير من الناس هناك يتضورون جوعًا”، ما يتناقض مع تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الذي نفى مؤخرًا وجود مجاعة في القطاع، رغم مشاهد التلفزيون والصور القادمة من المنطقة.
دعم يتآكل
ورغم أن ألمانيا تُعد من أبرز الداعمين السياسيين والعسكريين لإسرائيل، إلا أن برلين بدأت مؤخرًا تراجع موقفها تدريجيًا بسبب ما وصفته بـ”الانهيار الكامل في الوضع الإنساني”، وسط تنامي الضغوط من المجتمع الدولي والشارع الألماني نفسه، الذي طالب حكومته باتخاذ مواقف أكثر صرامة تجاه تل أبيب.
ويُنتظر أن تعقد الحكومة الألمانية سلسلة مشاورات مع شركائها الأوروبيين لبحث خيارات تصعيد دبلوماسي إذا لم تُتخذ خطوات واضحة لفتح ممرات آمنة وتوسيع نطاق المساعدات داخل القطاع.
