“بيلانكو”… ضحك ولعب وجد وخسارة بيت العيلة

بقلم السيد عيد
يا شباب المستقبل، ويا أمل الأمة، ويا كل واحد بيحلم يركب عربية بمليون جنيه وهو قاعد على الكنبة، اسمحولي أقدملكم آخر صرعة في عالم النصب المقنن: “بيلانكو”، لعبة الحظ اللي بتوعدك تبقى مليونير في غمضة عين… قبل ما تصحى تلاقي نفسك مديون لغاية جدك السابع.
بيلانكو يا جدعان!
اسمها كده تحسها ماركة جبنة أوروبية، لكن الحقيقة إنها جبنة دماغ! لعبة مقامرات إلكترونية بتلمّ من الجيب قبل ما تلعب الجولة الأولى. بتدخلها وانت بتضحك وتخرج منها وانت بتسأل: “فين معاش أبويا؟!”.. فين ذهب اختي.. فين مرتبي.
الفنانون المبدعون في نشر الخداع
ومين غيرهم؟ الفنانين اللي باعوا ضميرهم في إعلان بـ30 ثانية، عشان يقنعوك إن “بيلانكو” هي الطريق للثراء، وهم نفسهم اللي عمرك ما شفتهم بيكسبوا من غير ما ياخدوا أجر الإعلان مقدم.
واحد منهم يطلع يقولك: “أنا كسبت 100 ألف من بيلانكو”، طب ما تورينا كشف الحساب؟ ولا هي تمثيلية جديدة في موسم جديد؟!
الشباب الطيبين الضحية
يدخل الشاب اللعبة وهو بيقول: “هأجرب مرة واحدة”، والمرة الواحدة بتجرّ وراها العفاريت… يبيع تليفونه، يرهن ذهب أخته، ويقول: “لسه الجولة الجاية هتكسبني”.
وده غير الإعلانات اللي بتوهمه إن “الذكاء الاصطناعي هيظبطك”، بينما الذكاء الحقيقي بيقوله: “اهرب يا عبده… دي حفرة مش لعبة!”
وكمان حرام؟!
آه يا صاحبي، ده غير إنها نصب، القمار في الأصل حرام شرعًا. مش بس لأنه بيدمر حياتك، لأ، لأنه بيعتمد على الحظ، ومالك اللي بتكسبه بيكون من خسارة غيرك. يعني ما هوش رزق حلال، ده أكل مال الناس بالباطل، وربنا قال:
“يا أيها الذين آمنوا إنما الخمر والميسر والأنصاب والأزلام رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه لعلكم تفلحون” [المائدة: 90]
يعني مش بس غلط… ده طريق الشيطان نفسه، ومعمول عليه عرض خاص في “بيلانكو”!
لو كنت فاكر إن الغنى بييجي من الضغط على زر “إلعب”، يبقى لازم تضغط على زر “افهم”. الفلوس بتيجي بتعبك، بعرقك، مش من لعبة على موبايل.
وسؤال واحد يفك كل الحكاية: لو اللعبة بتكسبك، الشركة بتكسب منين؟!
“بيلانكو” مش لعبة، دي مصيدة. واللي بيقع فيها، يا بيخسر فلوسه، يا بيخسر دينه، ويا ما بيوت اتخربت بسبب “هاند” و”رهان”.
فكر قبل ما تدخل، وافتكر دايمًا:
“مش كل اللي بيلعب بيلانكو… بيكسب يا مانكو!”