وجهان للبشر بين السم والصفاء

أحمد حسني القاضي الأنصاري
في هذا الزمان، تنقسم الناس إلى نوعين:
نوعٌ يحمل في قلبه الشفاء، ونوعٌ يحمل في طباعه السم.
فكما يبدو العقرب الأسود صغير الحجم، إلا أن سمه قاتل، هكذا بعض البشر؛ يخدعون بالمظهر ويخفون في دواخلهم شرًا مستترًا.
ومثل الأسد الذي يُروَّض ويُعتنى به، لكنه عند الجوع قد يغدر بصاحبه، كذلك الإنسان إذا خلا ضميره من الرحمة، قد ينقلب على أقرب الناس إليه.
الضمير إذا صلح، أصلح أفعالنا، وإذا فسد، أوردنا موارد الهلاك.
النوايا الطيبة هي بوابة النجاة. فمن حسنت نيته، وطهّر نفسه، فاز بأجرٍ عظيم عند الله.
ومع ذلك، نجد أن الطيبين في هذا العصر كثيرًا ما يعانون من تعب ومشقة؛ لأن صفاء قلوبهم لا يتماشى مع قسوة الواقع ومكر النفوس.
الدنيا في حقيقتها ليست دار راحة للمؤمن، بل ميدان اختبار وصبر، بينما يجد فيها أصحاب الهوى ملاذًا مؤقتًا يخدعهم ببريقه، قبل أن تنكشف الحقائق.
وفي زحمة هذه الحياة المليئة بالإغراءات، يسهل على بعض الناس أن ينزلقوا، بينما يقع الطيبون أحيانًا في فخ الحياة رغم نقاء نواياهم.
وفي النهاية، لا يُصلح حال الناس إلا الصدق، ولا يُنجي الإنسان إلا طهارة القلب وحُسن العمل.