من اخلاق الرسول الكريم خلق الوفاء

كتبه: د.ابراهيم عوض
الوفاءُ صفةٌ نبيلةٌ وخُلُقٌ كريم، يجمُلُ بكل أحدٍ أن يتحلَّى به، فهو الإخلاصُ الذي لا غدرَ فيه ولا خِيانَة، وهو البذلُ والعطاءُ بلا حُدود. والجمالُ أن نعيشَ هذه السجِيَّةَ بكل جوارِحِنا، وبكل ما نملِكُ من صدقٍ لا زيفَ فيه ولا نفاق، والصداقاتُ التي يَرعاها الوفاء هي الصداقةُ الحقَّة، تذكُّرٌ للوُد، ومُحافظةٌ على العَهد. الوفاءُ ديانةٌ ومروءة، وهو من شِيَم الكرام، ومجمَعُ الأخلاق الفاضِلة، فالتقوى والوفاء، والصدقُ والكرمُ والمُروءَة صفاتٌ مُتلازِمة، تزيدُ نورَ الوجه، وترفعُ الذِّكر، وتُعظِمُ الأجر، وتُسعِدُ الحقَّ.
وهاهو رسول الله صلي الله عليه وسلم
يخلعُ رداءه ويُجلس عليه نسوة عجائز ويقول لمن حوله:إنهن صويحبات خديجة.
تأتيه امرأة فيكرمها ويبرر حفاوته بها قائلا :كانت تأتينا زمن خديجة.
يذبحُ شاة ويقول : أعطُوا منها صويحبات خديجة.
كل هذا حصل بعد وفاتها بما يقرب العشرين عاماً.
أي حُب هذا يا رسول الله؟ وأى وفاء هذا ؟
وصدق صلى الله عليه وسلم حين قال: إني قد رزقت حبها. رواه مسلم.
قال ابن العربي: كان النبي صلى الله عليه وسلم قد انتفع بخديجة برأيها ومالها ونَصْرها، فرعاها حية وميتة، وبرَّها موجودة ومعدومة، وأتى بعد موتها ما يعلم أنه يَسُرُّها لو كان في حياتها.
اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا