نجده محمد رضا
تعد الزكاة أحد أركان الإسلام الخمسة، وهي واجب شرعي على المسلمين لتحقيق التكافل الاجتماعي والتخفيف من معاناة الفقراء والمحتاجين. وتنقسم الزكاة إلى أنواع عدة، أبرزها زكاة الفطر وزكاة المال، حيث تختلف كل منهما من حيث السبب، المقدار، وقت الأداء، والمستحقين.
أولًا: زكاة الفطر
زكاة الفطر هي زكاة واجبة على كل مسلم قادر، تُخرج في نهاية شهر رمضان المبارك، وتُعد طهرة للصائم من اللغو والرفث.
الحكمة من فرضها
1. تطهير الصائم
تساعد في تنقية صيام المسلم من أي نقص أو تقصير.
2. تحقيق التكافل الاجتماعي
تسد حاجة الفقراء يوم العيد ليتمكنوا من الاحتفال دون معاناة.
مقدارها
تُقدَّر زكاة الفطر بصاعٍ من غالب قوت أهل البلد، مثل القمح أو الأرز، وهو ما يعادل تقريبًا 2.5 إلى 3 كيلوغرامات.
ويمكن دفعها نقدًا وفقًا لاجتهاد بعض الفقهاء.
وقت إخراجها
تجب بغروب شمس آخر يوم من رمضان يجب إخراجها قبل صلاة العيد، ويجوز تقديمها بيوم أو يومين.
المستحقون
تُصرف زكاة الفطر للفقراء والمساكين بشكل أساسي.
ثانيًا: زكاة المال
زكاة المال هي الزكاة المفروضة على الأموال التي بلغت النصاب وحال عليها الحول (مرور عام هجري كامل).
شروطها
1. بلوغ النصاب: وهو ما يعادل 85 جرامًا من الذهب أو قيمته نقدًا.
2. مرور عام هجري كامل على المال المكتنز.
3. أن يكون المال زائدًا عن الحاجات الأساسية لصاحبه.
مقدارها
تُقدَّر بنسبة 2.5% من إجمالي المال إذا بلغ النصاب.
تشمل الأموال النقدية، عروض التجارة، الزروع، الثروة الحيوانية، والمعادن.
وقت إخراجها
يجب إخراجها بمجرد مرور سنة هجرية على المال وبلوغه النصاب.
لا يشترط شهر معين، إذ تُخرج فور تحقق الشروط.
المستحقون
تُوزع زكاة المال على ثمانية أصناف حددهم القرآن الكريم في قوله تعالى:
“إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ وَابْنِ السَّبِيلِ” (التوبة: 60).
الفرق بين زكاة الفطر وزكاة المال
تعتبر الزكاة من أهم مظاهر التكافل الاجتماعي في الإسلام، إذ تساهم في سد احتياجات الفقراء وتعزيز روح العطاء والتعاون بين المسلمين. وبينما تهدف زكاة الفطر إلى تحقيق الفرحة للجميع في عيد الفطر، فإن زكاة المال تستمر طوال العام لدعم المحتاجين والمساهمة في التنمية الاجتماعية والاقتصادية.
