الزوج………السند…

بقلم : د.نادي شلقامي

الزوج السند مفهوم في القرآن والسنة…
يُعدّ مفهوم الزوج السند لزوجته من المفاهيم الأساسية التي يؤكد عليها الإسلام، حيث لا يقتصر دور الزوج على الجانب المادي فقط، بل يشمل الدعم النفسي، والعاطفي، والروحي. هذا الدور يُسهم في بناء أسرة قوية ومترابطة، ويُعزّز من استقرار المجتمع ككل.

الزوج السند في القرآن الكريم…
القرآن الكريم يصف العلاقة الزوجية بأنها علاقة سكن ومودة ورحمة، وهي العلاقة التي تُبنى عليها الحياة الزوجية السليمة….

◾..السكن والمودة والرحمة :
يقول الله تعالى في سورة الروم: “وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ”. هذه الآية تُؤكد أن الزوج هو مصدر السكن النفسي لزوجته، أي الأمان والراحة والسكينة. المودة هي الحب الظاهر، أما الرحمة فهي العطف والحنان في كل الظروف، خاصة في وقت الشدة والمرض. الزوج السند هو من يُجسّد هذه المعاني.

◾..اللباس :
يصف الله سبحانه وتعالى العلاقة بين الزوجين باللباس في سورة البقرة: “هُنَّ لِبَاسٌ لَّكُمْ وَأَنتُمْ لِبَاسٌ لَّهُنَّ”. هذا الوصف البليغ يعني أن كلًا من الزوجين هو ستر ووقاية للآخر، يحميه من السوء ويزينه. فالزوج السند هو من يحمي زوجته ويُدافع عنها، ويُخفف عنها أعباء الحياة، ويُكملها كما يُكمل اللباس الجسد.

الزوج السند في السنة النبوية الشريفة…
السنة النبوية هي التطبيق العملي للقرآن، وقد قدم النبي محمد صلى الله عليه وسلم أفضل الأمثلة على كيفية أن يكون الرجل سندًا لزوجته.

◾..التعامل بالرفق والإحسان :
كان النبي صلى الله عليه وسلم خير من يتعامل مع زوجاته. في الحديث الشريف: “خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي”. هذا الحديث يُعدّ أساسًا لتعامل الزوج مع زوجته. الزوج السند هو من يُحسن معاملة زوجته، ويُقدرها، ويُعاملها بالرفق واللين، ويُظهر لها الحب والاحترام.

◾.. المشاركة والدعم :
لم يكن النبي صلى الله عليه وسلم يرى نفسه أعلى من أن يُشارك في أعمال البيت. فعن عائشة رضي الله عنها، أنها سُئلت: ما كان النبي صلى الله عليه وسلم يصنع في بيته؟ قالت: “كان يكون في مهنة أهله (أي خدمة أهله)، فإذا حضرت الصلاة خرج إلى الصلاة”. هذا يدل على أن الزوج السند لا يرى في مساعدة زوجته ضعفًا، بل يراها جزءًا من مسؤوليته وشراكته في بناء الأسرة.

◾.. الإنصات والاهتمام :
كان النبي صلى الله عليه وسلم يُنصت لزوجاته ويُشاركهن في همومهن وأفراحهن. من أبرز الأمثلة على ذلك موقفه مع أمنا خديجة رضي الله عنها بعد نزول الوحي أول مرة، حيث عادت ترتجف، فآواها وطمأنها، فكانت هي السند وهو السند في هذه اللحظة العصيبة. وهذا يوضح أن الدعم المتبادل أساس العلاقة.

الخلاصة…
الزوج السند هو من يجسد معاني المودة والرحمة والسكن، ويُقدم الدعم النفسي والمعنوي لزوجته، ويُشاركها في حياتها بكل تفاصيلها. هو من يكون لها سترًا ووقاية، ومن يُعاملها بالرفق والإحسان، ويُخفف عنها أعباء الحياة، متبعًا بذلك نهج النبي صلى الله عليه وسلم.