بقلم: أحمد القاضى الأنصارى
يأتي يوم الجمعة كل أسبوع ليذكّرنا بأن الحياة لا تستقيم دون لحظة صفاء.
هو يومٌ يغسل القلب من غبار الأيام ويمنح الروح راحةً لا تُشبهها راحة.
فيه تُفتح أبواب الرحمة وتعلو أصوات المآذن بنداء الحق.
تتجدد فيه النية ويقوى الإيمان وتصفو السريرة من شوائب الضيق.
هو اليوم الذي يجمع بين الدعاء والتسامح وبين التوبة والرجاء.
تشرق شمسه على النفوس لتوقظها إلى أن الله أقرب مما نظن.
فيه تتنزل البركات على من ذكر الله وسعى إلى الخير بصدقٍ وإخلاص.
تتبدل فيه القلوب من ثقل الهموم إلى نور الطمأنينة واليقين.
يوم الجمعة هو مائدة سماوية للعفو والمغفرة والسكينة.
وفي ساعاته الأخيرة، تتسابق الدعوات إلى السماء بأملٍ لا ينقطع.
يعلّمنا أن الهدوء عبادة، وأن الصمت في ذكر الله حياة.
هو يوم اللقاء مع النفس والعودة إلى الصفاء الأول.
فيه يسكن الوجع، ويُستبدل القلق بالسكينة، والخوف بالأمل.
كل لحظةٍ فيه فرصة جديدة لبدء طريقٍ أنقى وأقرب إلى الله.
هو يومُ الحبّ الصادق بين العبد وربه، لا تصنع فيه ولا تكلّف.
الجمعة تذكيرٌ بأن الإيمان ليس موسمًا، بل أسلوب حياةٍ دائم.
وفي كل دعاءٍ فيها، حكايةُ رجاءٍ من قلبٍ يعرف طريق النور.
إنه يومٌ يُعيد ترتيب أرواحنا على مقاييس الطهر والرضا.
يوم الجمعة هو نعمة الله التي تتكرر لتقول لنا: لا تيأسوا مهما ثقل الطريق.
