ويبقي الأزهر الشريف

د. ابراهيم عوض
للأزهر الشريف مكانة تكاد تصل إلى حد التقديس فى قلوب وعقول ونفوس المسلمين فى شتى بقاع العالم باعتباره قلعة الدفاع عن الإسلام بمفهومه الصحيح المعتدل البعيد كل البعد عن التعصب والغلو والتشدد وهو أعلى مؤسسة علمية إسلامية وهو الممثل الشرعى للفكر وللفقه, والمدافع عن الشريعة فى مواجهة الأدعياء والمغرضين. والأزهر بتاريخه الممتد عبر الزمان بأكثر من ألف عام كان ومازال حامى العقيدة من الفكر المنحرف، وهو الذى يتولى قيادة العمل العلمى فى مجال الاجتهاد الفقهى وتجديد الفكر الإسلامي، وهو منارة للعلم فى العالم كله، وهو رمز الوطنية والوسطية السنية، ورجاله ينتشرون فى كل بقاع الدنيا يعلّمون الناس الدين الوسطي، واسألوا عنه فى مدينة البعوث الإسلامية، حيث يوجد الوافدون من كل دول العالم، اسألوهم عن مكانة الأزهر ودوره فى التنوير، واسألوهم حين يعودون إلى بلادهم بعدما يتولون المناصب ماذا فعل الأزهر معهم، والأمثلة كثيرة فى كل دول العالم، اسألوا عنه فى إفريقيا، فمهما قلنا عنه فلن نوفيه حقه علينا..
وان من الجمال الذي يجعلنا نفتخر بأزهريتنا وجامعة الأزهر، ولعلّ من أبهى صور وفاء الأزهر بعلمه وأهله، وتقديره لكل من حمل مشعل المعرفة، ما قامت به الجامعة في موقف إنساني نبيل يُجسّد رسالتها السامية.
فلقد كلف فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب حفظه الله ورعاه رئيس الجامعة دكتور سلامة دواد بتكريم باحثة وافتها المنية بإعلان مناقشتها ومنحها الدرجة العلمية في حدث لم يسبق في أي جامعة مصرية وسيظل الأزهر منارة للعلم والعلماء .
حفظ الله فضيلة الإمام الأكبر
وعلماؤنا الاجلاء وبارك الله في جهدهم وسعيهم.
ناقشت كلية الدراسات الإسلامية والعربية للبنات بالقاهرة، صباح اليوم، رسالة دكتوراه للباحثة المتوفاة «هانم محمود أبو اليزيد»، في اللغة العربية- تخصص اللغويات، وموضوعها: «ظاهرة التأويل النحوي عند أبي الفداء في كتابه الكناش في النحو والتصريف».
وأكد الدكتور سلامة جمعة داود، رئيس جامعة الأزهر، أن المناقشة تعد حدثًا فريدًا لأول مرة في الجامعة؛ إذ تأتي تكريمًا للباحثة وأسرتها التي صبرت وتحملت جهد إعداد الرسالة، وحفظًا لحق ملكيتها الفكرية حتى لا يذهب جهدها سدى.
وأضاف رئيس الجامعة، أن منح لقب الدكتوراه هو تشريف وتكريم للباحثة المتوفاة وليس منحًا لدرجة علمية، مقدمًا شكره للجنة العلمية التي قرأت الرسالة وبذلت فيها جهدًا إيمانًا منها برسالتها السامية.