فضائل صلاة التراويح في رمضان.. نفحات إيمانية واجتماعية

بقلم: أحمد حسني القاضي
تُعد صلاة التراويح من أبرز العبادات التي تُميز شهر رمضان المبارك، حيث تجتمع جموع المسلمين في المساجد لإحيائها، في مشهد روحاني يعكس أجواء الشهر الكريم. ولا تقتصر فضائل هذه الصلاة على الجوانب الروحية فحسب، بل تمتد لتشمل فوائد اجتماعية ودعوية عديدة.
ثواب قيام الليل كاملاً
تتميز صلاة التراويح بفضل عظيم، فقد بيّن النبي ﷺ أن من صلى مع الإمام حتى ينصرف كُتب له ثواب قيام ليلة كاملة، حيث قال: (من قام مع الإمامِ حتى ينصرفَ هو، كُتِبَ لهُ قيامُ ليلةٍ). وهذا من رحمة الله بعباده، إذ يمنحهم هذا الأجر الكبير رغم قصر مدة الصلاة مقارنة بساعات الليل الطويلة.
مضاعفة الأجر والثواب
الصلاة في جماعة عمومًا تفوق في أجرها الصلاة الفردية بمرات عديدة، وقد ورد عن النبي ﷺ قوله: (صَلَاةُ الجَمَاعَةِ أَفْضَلُ مِن صَلَاةِ الفَذِّ بسَبْعٍ وَعِشْرِينَ دَرَجَةً)، مما يحفز المسلمين على أداء التراويح في المساجد، حيث تزداد الدرجات والحسنات، وتتعاظم النفحات الإيمانية.
مجالس الذكر والدروس الدينية
تتحول المساجد خلال صلاة التراويح إلى منابر علمية، حيث تُلقى دروس دينية قصيرة بين الركعات، تتناول أحكام الصيام، وفضائل الشهر المبارك، والتذكير بقيم الإسلام. وقد وعد النبي ﷺ من يحضر مجالس العلم بالأجر العظيم، فقال: (من غدا إلى مسجدٍ لا يريدُ إلا أن يتعلَّمَ خيرًا أو يُعلِّمَه، كان له كأجرِ حاجٍّ، تامًّا حجَّتُه).
التواصل الاجتماعي وتعزيز روابط الأخوة
رمضان فرصة لاجتماع المسلمين في المساجد، وهو ما يسهم في تفقد أحوال الفقراء والمحتاجين، وتعزيز روح التكافل بين الناس. إذ يجتمع الأهل والأصدقاء والجيران للصلاة، فتتوطد العلاقات، ويتجدد التواصل الذي قد تضعفه مشاغل الحياة اليومية.
نفحات الرحمة والمغفرة
في هذه الأجواء الروحانية، يجتهد المسلمون في الدعاء والرجاء، متضرعين إلى الله أن ينعم عليهم بالرحمة والمغفرة. فنسأل الله أن يكتب لنا أجر القيام، وأن يتقبل منا صالح الأعمال، وأن يغفر لنا ذنوبنا، ويرزقنا رحمته التي وسعت كل شيء.