صحافة مواطن

“فطر يأكل الجسد من الداخل”.. دراسة بريطانية تكشف كارثة صحية صامتة تهدد العالم مع تغير المناخ

كتبت ـ مها سمير

حذّرت دراسة بريطانية حديثة من الانتشار المتسارع لفطر قاتل يُعرف باسم أسبرجيلوس، والذي وُصف بأنه “يأكل الجسم من الداخل”، مستغلًا التغيرات المناخية وضعف الأنظمة الصحية حول العالم.

ووفقًا للبحث الذي أجرته جامعة مانشستر، فإن هذا الفطر الذي يوجد بشكل طبيعي في التربة والماء والسماد العضوي وحتى في أنظمة التكييف، يُطلق ملايين الأبواغ الدقيقة يوميًا، يتم استنشاقها دون أن يشعر بها الإنسان.

وفي حين يتعامل الجهاز المناعي للأشخاص الأصحاء مع هذه الأبواغ بكفاءة، إلا أن المشكلة الحقيقية تظهر عندما يهاجم فطر أسبرجيلوس أجسام من يعانون من ضعف في المناعة أو أمراض مزمنة في الجهاز التنفسي، مثل الربو والتليف الكيسي ومرض الانسداد الرئوي، بالإضافة إلى مرضى السرطان وزرع الأعضاء والإنفلونزا الشديدة وكوفيد-19.

الباحثون، بحسب ما نقلته “سكاي نيوز”، استخدموا نماذج حاسوبية وتوقعات مناخية لرسم خريطة انتشار مستقبلية لهذا الفطر، وتوقعوا أن تشمل مناطق جديدة في أمريكا الشمالية وأوروبا وروسيا والصين، مع تصاعد أزمة تغير المناخ، ما يزيد من خطر تحوله إلى جائحة صامتة لا تقل خطورة عن الفيروسات العالمية.

وقال الدكتور نورمان فان راين، المتخصص في الأمراض المعدية والتغير المناخي:

“الفطريات بشكل عام لا تلقى نفس الاهتمام البحثي مقارنة بالفيروسات، لكن ما توصلنا إليه يشير إلى أن فطر أسبرجيلوس سيصبح تهديداً عالمياً في المستقبل القريب، وقد ينتشر في أماكن لم تُسجل فيها حالات من قبل”.

وأشار إلى أن الإصابة بما يُعرف بـ”داء الرشاشيات” الناتج عن هذا الفطر قد يبدأ بصمت داخل الجسم، لينمو تدريجيًا في الرئتين ويتسبب في تلف الأنسجة، بل وقد يمتد إلى أعضاء أخرى في الجسم إذا لم يتم اكتشافه وعلاجه في الوقت المناسب.

الدكتور أمجد الحداد، استشاري الحساسية والمناعة، أوضح لـ”الوطن” أن فطر أسبرجيلوس ليس غريبًا عن بيئتنا، بل يعيش معنا في الهواء والتربة والمياه، ويُستنشَق بسهولة دون أن يُرى، لكنه يشكل خطرًا جسيمًا على مرضى المناعة الضعيفة، مشيرًا إلى أن داء الرشاشيات قد يؤدي إلى مضاعفات خطيرة، أبرزها الإصابة بما يُعرف بالفطر الأسود الذي يلتهم العظام والأنسجة الرخوة، بالإضافة إلى تليفات رئوية يصعب علاجها.

وبحسب الدراسة البريطانية، فإن العدوى الفطرية مسؤولة عن نحو 2.5 مليون وفاة سنويًا حول العالم، ما يُبرز الحاجة المُلحة لتكثيف الأبحاث وتعزيز قدرات النظم الصحية على التصدي لهذا العدو الصامت.

تحذير للأطباء والأنظمة الصحية: تجاهل التهديد الفطري في ظل التغير المناخي قد يُكلف العالم ملايين الأرواح، لذا فإن مراقبة انتشار هذه الفطريات والاستعداد المسبق بات ضرورة لا ترفًا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى