كتبت: د. إيمان بشير ابوكبدة
هناك أسباب عديدة لسيلان اللعاب أثناء النوم. بعض الناس يسيل لعابهم فقط أثناء القيلولة، بينما لا يسيل على الإطلاق في غير ذلك. بالنسبة لآخرين، يعد الاستيقاظ على بقعة مبللة على الوسادة أمرًا عاديًا. أحيانًا، تكون هذه الأسباب حميدة تمامًا. مع ذلك، هناك بعض الحالات التي تسبب سيلان اللعاب أثناء النوم، والتي يجب استشارة طبيبك بشأنها. فيما يلي الأسباب الأكثر شيوعًا لسيلان اللعاب أثناء النوم.
وضعية النوم
عندما تنام ليلًا، ينتج فمك لعابًا إضافيًا لحماية لثتك وداخل فمك. كما تسترخي عضلات جسمك أثناء النوم، بما في ذلك عضلات وجهك وفكك. إذا كنت تنام على جانبك أو بطنك، فقد يزداد احتمال سيلان اللعاب بسبب تسرب اللعاب الزائد من جانبي فمك. ويزداد احتمال حدوث ذلك إذا كان أنفك مسدودًا، لأنك ستنام لا شعوريًا وفمك مفتوح قليلًا للتنفس بشكل أفضل أثناء الليل. لهذا السبب، قد تلاحظ سيلان اللعاب فقط أثناء نوبة حساسية أو عند الإصابة بنزلة برد.
الآثار الجانبية للأدوية
بعض الأدوية، بما في ذلك المهدئات ومضادات الذهان وبعض المضادات الحيوية، قد تؤدي إلى سيلان اللعاب كأثر جانبي. ومن المثير للاهتمام أن بعض مضادات الالتهاب غير الستيرويدية (مثل الإيبوبروفين) تؤدي أيضًا إلى سيلان اللعاب أثناء النوم. هذا ليس سببًا للتوقف عن تناول أدويتك الموصوفة، ولكن إذا كان الأمر يزعجك، فتحدث إلى طبيبك. قد يصف لك دواءً آخر أو يغير جرعتك لمنع حدوث ذلك.
احتقان الأنف
إذا كان أنفك مسدودًا، فستضطر للنوم وفمك مفتوحًا. قد يكون سبب هذا الاحتقان نزلات البرد أو الحساسية أو أي سبب آخر بينهما. هناك أدوية تساعد في علاج الحساسية وتخفف أيضًا من انسداد الأنف، ولكن تأكد من استشارة طبيبك قبل تناولها. فهذه الحالات مؤقتة، وبالتالي سيلان اللعاب كذلك. ليس من المجدي دائمًا تناول الأدوية لمجرد إيقاف شيء لا يؤثر على صحتك وحيويتك، وسيتوقف بمجرد زوال نزلات البرد أو انتهاء موسم الحساسية.
انحراف الحاجز الأنفي
يعيق انحراف الحاجز الأنفي تدفق الهواء، مما يسبب التنفس عبر الفم وسيلان اللعاب أثناء النوم. الحاجز الأنفي هو جدار غضروفي رقيق يفصل بين تجويفي السرة. إذا كان هذا الجدار الغضروفي منحرفًا عن المركز، فقد يسبب بعض مشاكل التنفس، خاصةً في الليل. تتوفر جراحات لعلاج هذه المشكلة، ولكن من المهم استشارة مقدم الرعاية الصحية لتحديد ما إذا كان هذا مناسبًا لك.
انقطاع النفس النومي
هو حالة يتوقف فيها التنفس أثناء النوم، قد يؤدي إلى التنفس عبر الفم وزيادة إفراز اللعاب، مما يؤدي إلى سيلان اللعاب. من الصعب معرفة ما إذا كنت تعاني من هذه الحالة بنفسك. تشمل الأعراض الأخرى الشخير بصوت عالٍ وأصوات الاختناق. ستجد نفسك أيضًا تستيقظ كثيرًا دون أن تشعر بالراحة الكافية. يمكن أن يؤثر انقطاع النفس النومي على من يعيشون معك، وكذلك على صحتك، لذا من المهم استشارة طبيبك بشأن خياراتك للتغلب عليه.
العدوى أو مشاكل الأسنان
تحفز عدوى الفم أو اللثة، بما في ذلك التسوس، إنتاج اللعاب، مما يؤدي إلى سيلان اللعاب. في حال إصابتك بعدوى، قد تشعر بألم، خاصة أثناء تناول الطعام أو البلع أو محاولة الكلام. كما قد تلاحظ تورمًا ونزول دم أثناء تنظيف أسنانك. إذا كنت تشك في إصابتك بعدوى، فمن الضروري زيارة طبيبك أو طبيب أسنانك في أسرع وقت ممكن لحل المشكلة.
مرض الارتجاع المعدي المريئي
غالبًا ما تؤدي إلى ارتجاع المريء، المعروف أيضًا بحرقة المعدة. كما يؤدي ارتجاع المريء إلى عسر البلع، مما يؤدي إلى إفراز زائد للعاب وسيلان اللعاب أثناء النوم. هذه حالة أخرى مهمة لها حل، لذا استشر طبيبك إذا كنت تعاني من حرقة معدة متكررة وسيلان اللعاب أثناء النوم.
الحالات العصبية
تؤدي حالات مثل السكتة الدماغية، ومرض باركنسون، ومرض الزهايمر، ومرض هنتنغتون، وشلل بيل، والشلل الدماغي، والتصلب الجانبي الضموري، وتلف الدماغ، إلى سيلان اللعاب، مما يُصعّب البلع ويُسبب سيلان اللعاب أثناء النوم. ومن المثير للاهتمام أن نقص فيتامين ب12 قد يُؤدي أيضًا إلى مشاكل سيلان اللعاب. وذلك لأن نقصه قد يؤدي أيضًا إلى مشاكل عصبية، ومن ثمّ سيلان اللعاب.
صرير الأسنان
يرتبط صرير الأسنان الليلي (طحن الأسنان ليلًا) وارتداء واقي الفك السفلي بسيلان اللعاب أثناء النوم. من المهم، إذا كنت تطحن أسنانك أثناء النوم، ألا تتوقف عن ارتداء واقي الفم الليلي. استشر طبيبك إذا أصبح سيلان اللعاب لديك مشكلة، وسيساعدك في إيجاد حلول.
الحمل
زيادة إفراز اللعاب أثناء الحمل ، والمعروفة باسم “السيلان الحملي”، تؤدي إلى زيادة إفراز اللعاب وسيلانه أثناء النوم. ومن الأسباب الأخرى لسيلان اللعاب أثناء النوم أثناء الحمل زيادة التوتر الناتج عن التغيرات الحياتية القادمة، وتضخم الغدد اللعابية، وصعوبة النوم، إما بسبب التوتر النفسي والعاطفي، أو الانزعاج الجسدي، أو كليهما.
طرق لوقف سيلان اللعاب أثناء النوم
من أهم أسباب سيلان اللعاب ليلًا النوم على الجانب أو البطن. إحدى طرق تجنب ذلك هي النوم على الظهر. إذا كنت ممن ينامون على جانبهم أو بطنهم، فقد يستغرق الأمر بعض الوقت للتعود عليه.
الحفاظ على توازن صحي للعاب في فمك أمرٌ ضروري. من العلاجات المنزلية التي تساعد في تقليل سيلان اللعاب قضم شريحة من الليمون، إذ يعتقد أنها تساعد على تخفيف اللعاب، والحفاظ على رطوبة الفم بشرب الماء بانتظام.
جهاز الفك السفلي
فكر في استخدام جهاز فكي، وهو جهاز فموي يشبه واقي الفم، لتحسين راحة النوم وتقليل سيلان اللعاب والشخير. يساعد استخدام جهاز فكّي على إبقاء فمك مغلقًا أثناء النوم، مما يقلل من احتمالية سيلان اللعاب.
