النجوم النيوترونية أجرام سماوية مذهلة في أعماق الكون
نجده محمد رضا
أسرع جرم سماوي يدور في الكون هو نجم نيوتروني يُدعى PSR J1748-2446 يدور حول نفسه 716 مرة في الثانية لذا يدور حول خط استوائه بسرعة تعادل حوالي 25% من سرعة الضوء.
كما أن كثافته تعادل 50 تريليون مرة كثافة الرصاص، وله مجال مغناطيسي أقوى بتريليون مرة من مجال الشمس.
في أعماق الفضاء، حيث تسود الجاذبية وتُسحق المادة حتى حدودها القصوى، تقبع أجرام تُعدّ من أعجب ما في الكون: النجوم النيوترونية. هذه الأجسام الكثيفة والصغيرة هي بقايا ناتجة عن انفجارات نجمية هائلة تُعرف بـ”المستعرات العظمى” (Supernovae).
النجوم النيوترونية تتكوّن عندما ينهار نجم ضخم أكبر بمرات من شمسنا على نفسه بعد استهلاك وقوده النووي.
في هذا الانهيار، تنضغط البروتونات والإلكترونات لتكوّن نيوترونات، تاركة وراءها جرمًا لا يزيد قطره عن 20 كيلومترًا، لكنه يحتوي على كتلة قد تفوق كتلة الشمس
حقائق مدهشة عن النجوم النيوترونيةملعقة شاي واحدة من مادتها قد تزن أكثر من مليار طن.
تدور بسرعة هائلة قد تصل إلى مئات الدورات في الثانية، فيما يُعرف بالنجوم النابضة (Pulsars).
تمتلك مجالات مغناطيسية هي الأقوى في الكون، وتُسمى في بعض الحالات
“المغناطيسارات” (Magnetars)
النجوم النيوترونية تمثل مختبرات طبيعية فائقة التطور لدراسة المادة في أقسى حالاتها. وقد ساهم اكتشاف موجات الجاذبية الناتجة عن تصادم نجمين نيوترونيين عام 2017 في فتح فصل جديد من علم الفلك، إذ أكدت هذه الظاهرة نظرية أينشتاين العامة للنسبية، وكشفت عن مصدر مهم للعناصر الثقيلة مثل الذهب والبلاتين.
فإن النجوم النيوترونية تذكّرنا بعجائب الكون التي ما زلنا نكتشفها، وتفتح آفاقًا جديدة لفهم الفيزياء الكونية ومصير النجوم في السماء