“عش المجانين”.. مسرحية كوميدية خالدة جسدت العبث بعين ساخرة ورسالة اجتماعية

أماني إمام
ما زالت مسرحية عش المجانين تحتفظ بمكانتها كأحد أهم الأعمال الكوميدية في تاريخ المسرح المصري والعربي، لما تتمتع به من حبكة درامية غير تقليدية، ونص ذكي يمزج بين الضحك والطرح الاجتماعي العميق.
عُرضت المسرحية لأول مرة في أواخر السبعينيات، من بطولة النجم محمد نجم، الذي تميّز بأدائه الكوميدي الفطري وقدرته على خلق الضحك من الموقف والكلمة في آنٍ واحد. شاركه البطولة كل من حسن عابدين، الذي كان يفكر في الاعتزال وقت عرض المسرحية لظروف صحية ونفسية، إلا أن نجاح العرض كان سببًا في بقائه، بالإضافة إلى ظهور شقيق محمد نجم كدوبلير له في أحد المشاهد الصعبة – وهو أمر نادر في المسرح العربي.
تميزت المسرحية بجرأتها في تناول فكرة “الجنون المجتمعي”، حيث تدور أحداثها داخل مصحة نفسية، يتحول فيها “المجانين” إلى رموز تحمل حكمة غير متوقعة، فيما يبدو “العقلاء” في الخارج أكثر عبثًا وتناقضًا. هذا الانعكاس الفلسفي العميق قدّمه النص في قالب من السخرية الذكية، ما جعل الجمهور يتفاعل معها على أكثر من مستوى.
ورغم مرور أكثر من 40 عامًا على عرضها، لا تزال عش المجانين تُعرض على القنوات الفضائية في مواسم الأعياد وتلقى رواجًا واسعًا، خصوصًا في ظل الحنين إلى زمن الكوميديا النظيفة والهادفة.
كما تعد المسرحية جزءًا من أرشيف مسرحيات العيد التي لا تغيب عن الشاشة ولا عن ذاكرة الجمهور، وهو ما يؤكد استمرار تأثيرها كعمل كلاسيكي خالد في وجدان المشاهد العربي.