الجرح من الأقرب

أحمد حسنى القاضى
في كثير من الأحيان، نكتشف أن الأشخاص الذين كانوا الأقرب إلى قلوبنا هم من يسببون لنا أعمق الجروح. وهذا ليس بسبب ضعفهم، بل لأنهم صاروا جزءًا أساسيًا من حياتنا، أصبحوا جزءًا من عالمنا الداخلي، من مشاعرنا وأفكارنا وأحلامنا.
يبدأ الألم عندما نفاجأ بأن من نثق بهم أكثر هم من يستطيعون إحداث الصدمة. ربما لأننا لا نتوقع ذلك منهم، أو لأننا نعتقد أن الخيانة أو الألم لا يأتيان من هذه الجهة.
لكن الحقيقة أن هذا لا يعني أن الحب أصبح أقل أو أن العلاقات لم تكن صادقة. بالعكس، هو جزء من مسار التعلم والنمو. فالألم الناتج عن الأقرباء يعطينا فرصة للتعرف على أنفسنا بشكل أعمق، على حدودنا الشخصية، وعلى مدى قوتنا. ومن خلال هذه التجارب، نبدأ في النمو والتحسن.
إذا شعرت بالألم بسبب شخص قريب منك، تذكر أن الألم جزء من الحياة، وأنه غالبًا ما يكون هو الذي يقودنا إلى الفهم العميق والشفاء.
في النهاية، لا تدع الجروح تحطم قلبك، بل استخدمها كدافع للنمو الشخصي.
الأشخاص الذين يجرحونك قد يكونون أيضًا هم من يساعدونك في أن تصبح أكثر قوة وحكمة، وأكثر استعدادًا لمواجهة الحياة المقبلة.