كتبت: د. إيمان بشير ابوكبدة
الشخير، في جوهره، هو صوت ينتج عندما لا يتمكن الشخص من التنفس بحرية عبر الأنف والحلق أثناء النوم. عندما يتسبب تدفق الهواء في اهتزاز الأنسجة الرخوة في الحلق، يبدأ الشخير. ولهذا السبب، يُعتقد أن الأشخاص الذين يشخرون كثيرًا لديهم اهتزازات زائدة في أنسجة الحلق والأنف.
أسباب الشخير
هناك عدة عوامل يمكن أن تساهم في الشخير، وتتضمن
تشريح الفم والجيوب الأنفية: وجود حنك رخو سميك ومنخفض، أو انسداد في الممرات الأنفية (مثل انحراف الحاجز الأنفي أو الزوائد اللحمية).
السمنة: زيادة الوزن يمكن أن تؤدي إلى تراكم الأنسجة الدهنية حول الحلق، مما يضيق الممرات الهوائية.
إدمان الكحول والمهدئات: هذه المواد ترخي عضلات الحلق، مما يزيد من احتمالية الشخير.
وضعيات النوم: النوم على الظهر يمكن أن يجعل اللسان يرتد إلى الخلف ويسد مجرى الهواء.
احتقان الأنف المزمن: بسبب الحساسية أو نزلات البرد أو مشاكل الجيوب الأنفية.
التقدم في العمر: مع التقدم في العمر، ترتخي عضلات الحلق، مما يزيد من الشخير.
تضخم اللوزتين أو اللحمية: خاصة عند الأطفال، يمكن أن تسد هذه الأنسجة الممرات الهوائية.
أعراض الشخير
لا يقتصر الشخير على مجرد صوت مزعج، بل يمكن أن يؤدي إلى مجموعة من المشاكل الأخرى التي تؤثر على جودة الحياة، وتشمل:
ضيق التنفس أثناء النوم: قد يتوقف التنفس لفترات قصيرة أثناء النوم.
النعاس المفرط أثناء النهار: الشعور بالنعاس الشديد والتعب خلال ساعات النهار.
صعوبة التركيز: تراجع القدرة على التركيز والانتباه.
الصداع الصباحي: الاستيقاظ بصداع متكرر.
التهاب الحلق عند الاستيقاظ: الشعور بجفاف أو ألم في الحلق عند الاستيقاظ من النوم.
الأرق أثناء النوم: صعوبة في الخلود إلى النوم أو البقاء نائمًا.
اللهاث في الليل: الاستيقاظ فجأة لالتقاط الأنفاس.
ارتفاع ضغط الدم: قد يكون الشخير المزمن مرتبطًا بارتفاع ضغط الدم.
العلاجات المنزلية للشخير
في العديد من الحالات، يمكن تخفيف الشخير أو التخلص منه من خلال بعض التغييرات في نمط الحياة والعلاجات المنزلية:
تغيير وضعية النوم: النوم على الجانب بدلاً من الظهر يمكن أن يمنع اللسان والأنسجة الرخوة من سد مجرى الهواء. يمكن استخدام وسائد خاصة أو وضع كرة تنس في الجزء الخلفي من قميص النوم لتشجيع النوم على الجانب.
فقدان الوزن: إذا كنت تعاني من زيادة الوزن، فإن فقدان بضعة كيلوغرامات يمكن أن يقلل من الأنسجة الزائدة في الحلق ويفتح الممرات الهوائية.
الإقلاع عن تناول الكحول والمهدئات.
الحفاظ على الممرات الأنفية مفتوحة:
استخدام شرائط الأنف: يمكن لشرائط الأنف اللاصقة أن تساعد في توسيع الممرات الأنفية وتحسين تدفق الهواء.
غسول الأنف الملحي: يمكن أن يساعد شطف الأنف بمحلول ملحي في تخفيف الاحتقان الناتج عن الحساسية أو نزلات البرد.
مضادات الاحتقان: في بعض الحالات، يمكن استخدام بخاخات الأنف المزيلة للاحتقان، ولكن يجب استخدامها بحذر ولفترات قصيرة لتجنب الاحتقان الارتدادي.
ترطيب الهواء: استخدام جهاز ترطيب الهواء في غرفة النوم يمكن أن يساعد في ترطيب الأغشية المخاطية الجافة في الأنف والحلق، مما يقلل من التهيج والشخير.
رفع رأس السرير: رفع رأس السرير بضع بوصات (باستخدام كتل تحت أرجل السرير الأمامية أو وسادة إسفينية) يمكن أن يساعد في إبقاء الممرات الهوائية مفتوحة.
تنظيف غرفة النوم: تقليل مسببات الحساسية في غرفة النوم (مثل الغبار ووبر الحيوانات الأليفة) يقلل من احتقان الأنف.
ممارسة الرياضة بانتظام: يمكن أن تساعد التمارين المنتظمة في شد عضلات الحلق بشكل عام.
زيت النعناع
زيت النعناع علاج فعال لإيقاف الشخير. ضع قطرتين أو ثلاث قطرات من هذا الزيت في راحة يدك يوميًا واستنشقها. كما أن نقع بضع قطرات منه في الماء ااساخن واستنشاق البخار يفتح الأنف المسدود، مما يقلل من مشكلة الشخير.
الأطعمة الغنية بفيتامين سي
الشخير ممكن أيضًا بسبب ضعف المناعة. في هذه الحالة، تناول الفواكه والخضراوات الغنية بفيتامين سي.
مسحوق الحلبة
تتميز الحلبة بخصائص مضادة للأكسدة والفيروسات، مما يساعد في علاج الشخير. يعتقد أن الشخير يحدث أيضًا بسبب ضعف الجهاز الهضمي. في هذه الحالة، يخفف شرب نصف ملعقة صغيرة من مسحوق الحلبة مع الماء الدافئ قبل النوم ليلًا من الشخير.
الهيل
يعتبر الهيل، الغني بخصائص الأيورفيدا، علاجًا فعالًا للشخير. ينصح بتناول مسحوق الهيل مع الماء الفاتر قبل النوم، فهذا يوقف صوت الشخير.
الكركم
للكركم خصائص مطهرة ومضادة للبكتيريا، تنظف الأنف وتسهّل التنفس. لذلك، إضافة ملعقة صغيرة من مسحوق الكركم إلى كوب من الحليب الدافئ. اشرب كوب كل ليلة قبل النوم.
متى يجب استشارة الطبيب؟
على الرغم من أن العلاجات المنزلية غالبًا ما تكون فعالة، إلا أنه يجب استشارة الطبيب إذا كان الشخير مصحوبًا بأي من الأعراض التالية:
فترات توقف التنفس أثناء النوم.
النعاس المفرط أثناء النهار بشكل كبير.
الصداع الصباحي المتكرر.
ارتفاع ضغط الدم.
قد يشير ذلك إلى حالة أكثر خطورة مثل انقطاع النفس الانسدادي النومي، والتي تتطلب تشخيصًا وعلاجًا طبيًا متخصصًا.
