كتب : جمال حشاد
رسالة توعوية في زمن كثر فيه العبث والفساد.. في وقت تتعاظم فيه التحديات، وتتشابك فيه الأزمات، يبرز خطر جديد، لا يأتي من عدو خارجي، بل من داخل المجتمع نفسه: ولا ندري ممن؟ أعدو داخلى ؟! أم عدو مخرب خارجى ؟!
المهم هذا التخريب متعمّد، وإشعال الحرائق مقصود، وتدمير الممتلكات العامة والخاصة مرصودة.. فحسبنا الله ونعم الوكيل.
جرائم بدأت تتكرر بصور متعددة، من إشعال النار في المرافق العامة، إلى تخريب المؤسسات، إلى التعدي على مقدرات الوطن، وكلها تدفعنا لأن نرفع الصوت عاليًا: “اتقِ الله حيثما كنت، ولا تكن أداة للخراب.”
لقد نهى الدين الحنيف عن الفساد بكل أشكاله، قال تعالى: “ولا تُفسدوا في الأرض بعد إصلاحها” – الأعراف: 56
كما أوصى الرسول الكريم ﷺ في حديثه الشريف: “اتق الله حيثما كنت، وأتبع السيئة الحسنة تمحها، وخالق الناس بخلق حسن.”
هذه المبادئ الاسلامية هى مبادئ اسلامية، وانسانية؛ ليست شعارات، بل أوامر إلهية وتوجيهات أخلاقية لبنى الانسان، تهدف إلى حفظ المجتمع، وردع من تسول له نفسه أن يُشعل شرارة الخراب.. حتى فى الحروب؛ وجهنا الرسول الكريم ﷺ ألا نقتل طفلا أو شيخا أو امرأة أو نقطع شجرة أو نهلك زرعا أو بهيمة.. تلك هى تعاليم ديننا الحنيف؛ والوصايا التى أوصانا بها الرسول الكريم ﷺ ومن أول وهلة دعى بها إلى الرسالة العالمية حينما دعى من آذوه واضطهدوه ولكنه دعاهم بالحكمة والموعظة الحسنة.
ومن المؤسف أن بعض الفئات – بدعوى الغضب أو الاعتراض – تلجأ إلى التخريب والحرق، ظنًا منهم أن ذلك نوع من المقاومة أو التعبير عن الرأي، والحقيقة أن هذا سلوكٌ مرفوضٌ شرعًا وعقلًا وقانونًا، ويقود المجتمع إلى دائرة من الفوضى والدمار.
إن حماية الوطن مسؤولية الجميع، تبدأ من الفرد، مرورًا بالأسرة، وصولًا إلى المدرسة والشارع والمؤسسة.
ونحن في أمسّ الحاجة إلى ضمير حي، وقلوب تخشى الله، وعقول تفكر في عواقب أفعالها.
فلنربّي أبناءنا على قيم البناء لا الهدم، على ثقافة الاحترام لا الانتقام، على مبدأ:
“إذا لم تنفع، فلا تضر.”
ونختم برسالة يجب أن تُكتب وتُعلق في كل مكان:
“اتقِ الله حيثما كنت… ولا تكن سببًا في خراب وطنك، فاليد التي تُشعل النار، لا تبني حضارة.”
