كتب : جمال حشاد
تشهد الأرض في العقود الأخيرة تغيرات بيئية ومناخية متسارعة وخطيرة، من أبرزها الانبعاث الحراري وثقب الأوزون. كلا الظاهرتين ترتبطان ارتباطًا وثيقًا بالنشاط البشري، وتشكلان تهديدًا كبيرًا للبيئة والصحة العامة والتوازن الطبيعي على الكوكب.
أولًا: ما هو الانبعاث الحراري؟
الانبعاث الحراري هو نتيجة لظاهرة تُعرف باسم الاحتباس الحراري، والتي تعني ارتفاع متوسط درجات الحرارة على سطح الأرض بسبب تراكم غازات معينة في الغلاف الجوي، أبرزها:
ثاني أكسيد الكربون (CO₂)
الميثان (CH₄)
أكسيد النيتروز (N₂O)
الغازات الفلورية
تعمل هذه الغازات على حبس الحرارة القادمة من الشمس، مما يمنع ارتداد جزء منها إلى الفضاء، فيؤدي ذلك إلى ارتفاع حرارة الأرض تدريجيًا.
أسباب الانبعاث الحراري:
استخدام الوقود الأحفوري (الفحم، النفط، الغاز الطبيعي)
إزالة الغابات
النشاط الصناعي والنقل
الزراعة المكثفة
آثار الانبعاث الحراري:
ذوبان الجليد في القطبين
ارتفاع مستوى سطح البحر
تغير أنماط الطقس (جفاف، فيضانات، أعاصير)
تهديد التنوع البيولوجي
ثانيًا: ما هو ثقب الأوزون؟
طبقة الأوزون هي طبقة رقيقة من الغلاف الجوي تقع في الستراتوسفير، وتعمل كدرع واقٍ للأرض، حيث تمتص معظم الأشعة فوق البنفسجية الضارة القادمة من الشمس.
أما ثقب الأوزون فهو مصطلح يُستخدم لوصف الترقق الشديد في هذه الطبقة، وخصوصًا فوق القارة القطبية الجنوبية.
أسباب ثقب الأوزون:
انبعاث مركبات كيميائية تحتوي على الكلور والبروم، مثل:
الكلوروفلوروكربونات (CFCs)
الهالونات
استخدام هذه المركبات في أجهزة التبريد، بخاخات العطور، والمذيبات الصناعية
آثار ثقب الأوزون:
زيادة معدلات الإصابة بسرطان الجلد
ضعف جهاز المناعة لدى الإنسان
أضرار على النباتات والكائنات البحرية
تأثير سلبي على المناخ
العلاقة بين الانبعاث الحراري وثقب الأوزون: رغم أن الظاهرتين مختلفتان من حيث الأسباب والتأثيرات إلا أنهما مترابطتان في بعض الجوانب:
بعض الغازات المسؤولة عن تآكل الأوزون هي أيضًا من غازات الدفيئة التي تسهم في الاحتباس الحراري.
تغير المناخ يمكن أن يؤثر على سلوك طبقة الأوزون والعكس صحيح.
كلا الظاهرتين ناجمتان بشكل رئيسي عن النشاط البشري الصناعي.
جهود دولية للحد من الظاهرتين: بروتوكول مونتريال (1987): للحد من إنتاج واستخدام المواد المسببة لثقب الأوزون.
اتفاقية باريس للمناخ (2015): للحد من انبعاثات الغازات الدفيئة ومكافحة التغير المناخي.
يمثل كل من الانبعاث الحراري وثقب الأوزون تحديًا بيئيًا عالميًا يتطلب تعاونًا دوليًا عاجلًا ومستمرًا. ويبدأ الحل من كل فرد عبر نمط حياة مستدام، والتقليل من استخدام الوقود الأحفوري، وزيادة التشجير، واستخدام المنتجات الصديقة للبيئة.
فالمحافظة على كوكب الأرض مسؤولية الجميع، من أجل حاضر أفضل ومستقبل أكثر أمانًا.
