أماني إمام
تواصل الفنانة الكبيرة فيروز، لليوم الثاني على التوالي، استقبال المعزين في رحيل نجلها الموسيقار زياد الرحباني، في كنيسة رقاد السيدة في بكفيا، وسط أجواء من الحزن العميق التي خيمت على الوسطين الفني والثقافي في لبنان والعالم العربي.
وشهدت صالة الكنيسة توافد عدد كبير من الشخصيات الفنية والثقافية والسياسية لتقديم واجب العزاء، من بينهم فنانين مخضرمين، كتاب، إعلاميين، إضافة إلى شخصيات دبلوماسية وسفراء، ممن عبروا عن حزنهم لرحيل واحد من أبرز رموز الموسيقى المعاصرة في لبنان، والذي شكّل بجانبه الإبداعي امتدادًا للمدرسة الرحبانية العريقة.
وكان زياد الرحباني قد وافته المنية قبل يومين عن عمر ناهز 68 عامًا، بعد صراع مع المرض. ورحل تاركًا وراءه إرثًا فنيًا غنيًا ومتنوعًا امتد على مدى أكثر من أربعة عقود، شمل التلحين، التأليف الموسيقي، المسرح السياسي، والكتابة الساخرة، حيث شكلت أعماله مرآة للواقع اللبناني والعربي، وعبّرت عن قضايا الناس بأسلوب نقدي فني راقٍ.
ويُعد زياد الرحباني الابن البكر للفنانة فيروز والراحل عاصي الرحباني، ووريثًا شرعيًا للمدرسة الرحبانية، لكنه سرعان ما كوّن أسلوبًا موسيقيًا خاصًا به، جمع بين الأصالة والتجريب، وكان له جمهور واسع من مختلف الأجيال.
وتُقام مراسم الدفن غدًا الأربعاء في مأتم عائلي يُتوقع أن يشارك فيه وفود رسمية وشعبية من داخل لبنان وخارجه، فيما تستمر التعازي حتى نهاية الأسبوع في كنيسة بكفيا.
رحيل زياد الرحباني ليس فقط خسارة لفيروز كأم، بل هو فقد كبير للثقافة اللبنانية والعربية، إذ لطالما شكّلت أعماله وجدانًا جمعيًا لمرحلة كاملة من تاريخ الفن العربي الحديث.