
كتبت ـ مها سمير
في عملية أمنية دقيقة ومباغتة، أعلنت الجهات الأمنية في سوريا عن إحباط مخطط إرهابي خطير كان يستهدف كنيسة “مار إلياس المارونية” في قرية الخريبات بريف صافيتا بمحافظة طرطوس، وذلك قبل لحظات من تنفيذ الهجوم، بحسب ما أفادت صحيفة الوطن السورية.
وأكد العقيد عبد العال محمد عبد العال، قائد الأمن الداخلي في طرطوس، أن العملية تم تنفيذها استنادًا إلى معلومات استخباراتية دقيقة، كشفت عن نية خلية متطرفة مرتبطة بفلول ما وصفه بـ”النظام البائد” تنفيذ هجوم بواسطة عبوات ناسفة داخل الكنيسة.
وأوضح أن وحدة المهام الخاصة قامت بعملية رصد ومتابعة مكثفة لعناصر الخلية، أسفرت عن توقيف اثنين منهم كانا في طريقهما إلى موقع التنفيذ، وبحوزتهما عبوة ناسفة مُعدة للتفجير، بالإضافة إلى منشورات تهديد وراية سوداء تحمل رموزًا لتنظيم متطرف معروف.
وأشار عبد العال إلى أن “الأمن السوري تحرّك في التوقيت المناسب، وتمكّن من منع كارثة كانت ستهز أمن واستقرار المنطقة”، مؤكدًا أن اليقظة الأمنية والجاهزية العالية حالت دون إراقة المزيد من الدماء.
وأضاف أن الأجهزة الأمنية السورية تواصل جهودها في تعقّب الشبكات الإرهابية والخلايا النائمة، مشددًا على أن حماية المدنيين ودور العبادة من أولويات عمل الأمن، وأنه “لن يتم السماح لأي جهة بالعبث بأمن الوطن أو تهديد المقدسات”.
وتعيد هذه المحاولة الإرهابية إلى الأذهان الهجوم الدموي الذي وقع في يونيو الماضي، حين اقتحم انتحاري من تنظيم داعش كنيسة مار إلياس في حي الدويلعة بالعاصمة دمشق، وأطلق النار بشكل عشوائي قبل أن يفجر نفسه بحزام ناسف، مما أدى إلى مقتل وإصابة العشرات، وتسبّب بأضرار جسيمة داخل الكنيسة.
وقد لقي الهجوم آنذاك إدانات واسعة من الدول العربية والمجتمع الدولي، وسط دعوات لتعزيز وحدة الصف السوري، ونبذ التطرف والعنف بكل أشكاله.
مراقبون: محاولة التفجير الأخيرة تُظهر خطورة بقاء بؤر الإرهاب في الداخل السوري، وتؤكد على ضرورة استمرار التنسيق الأمني والاستخباراتي لمنع أي تصعيد جديد.