
كتب : جمال حشاد
في السنوات الأخيرة، أصبح التيك توك منصة لصناعة النجوم بسرعة البرق، حيث يظهر “بلوجرز” بين ليلة وضحاها ليحققوا شهرة واسعة ومكاسب مالية ضخمة. لكن وراء هذه البريق، تختبئ حقائق صادمة عن صناعة الوهم، وتأثيرها النفسي والاجتماعي والاقتصادي على الجمهور.
الوهم المصنوع بعناية:
يعتمد كثير من بلوجرز تيك توك على تقديم حياة مثالية أو مثيرة، لكن غالبًا ما تكون هذه المشاهد مفبركة أو مبالغًا فيها. المشاهد القصيرة، الفلاتر، والمونتاج الاحترافي تُظهر حياة بلا مشاكل، مما يدفع المتابعين، خاصة المراهقين، إلى مقارنة حياتهم الواقعية بما يرونه، فيشعرون بالنقص أو الإحباط.
ثقافة الترند السريعة:
من أجل البقاء في دائرة الضوء، يلجأ بعض البلوجرز إلى محتوى مثير للجدل أو حتى مخالف للقيم الاجتماعية. هذه الثقافة السريعة تجعل “الترند” معيار النجاح، حتى لو كان على حساب الأخلاق أو السمعة. النتيجة؟ موجة من التقليد الأعمى بين الشباب، وارتفاع في المحتوى المستفز أو الخطير.
أرباح بالملايين: لكى يحقق بعض البلوجرز آلاف الدولارات شهريًا من الهدايا الافتراضية والبث المباشر والإعلانات. لكن هذه الأرباح تدفعهم أحيانًا لزيادة جرعة الإثارة والتمثيل، ما يخلق “اقتصاد وهمي” قائم على تضليل الجمهور، بل وأحيانًا المعلنين الذين يكتشفون أن التفاعل مبني على الجدل لا على جودة المحتوى.
لماذا ينجح هذا المحتوى؟
سر نجاح هذا النوع من المحتوى يكمن في ثلاث نقاط:
1. الخوارزميات التي تروّج للمحتوى المثير والمشوق لأنه يزيد مدة المشاهدة.
2. الفضول البشري الذي ينجذب إلى القصص الصادمة أو الغامضة.
3. إيقاع الفيديو القصير الذي يسهل تمرير الرسائل دون وقت كافٍ للتفكير النقدي.
الحلول الممكنة لمواجهة هذا المد من المحتوى المضلل – هناك ثلاث خطوات أساسية:
* التثقيف الإعلامي: تعليم الأجيال الشابة كيف يميّزون بين الحقيقة والوهم.
* الرقابة الذكية: سن قوانين تحد من انتشار المحتوى الخادش أو التضليلي.
* مسؤولية المنصات: مطالبة تيك توك وغيرها بالشفافية حول كيفية اختيار المحتوى المتصدر.
والحقيقة أن وراء بريق بلوجرز تيك توك تختفي صناعة كاملة للوهم، تغذيها الخوارزميات، ويقع في فخها ملايين المتابعين. ما لم يتعلم الجمهور التفكير النقدي، ويشعر البلوجرز بالمسؤولية تجاه ما يقدمونه، سيبقى الواقع الافتراضي أخطر من أن يُؤخذ على محمل الجد.
3 قصص هزّت تيك توك في مصر عام 2025
1. “بنت الرئيس”:
صانعة محتوى ظهرت في مقاطع تزعم أنها ابنة الرئيس الراحل حسني مبارك. الفيديوهات حصدت ملايين المشاهدات وأثارت ضجة كبرى، قبل أن تعترف لاحقًا أن الأمر مجرد ادعاء لجذب الانتباه وتحقيق الربح.
2. “أم خالد” – نجمة الملايين:
دعاء جابر، المعروفة باسم “أم خالد”، تخطى عدد متابعيها 10 ملايين وحصدت أكثر من 200 مليون مشاهدة. انتشرت شائعات عن توقيفها بسبب محتواها، لكنها خرجت عبر فيسبوك لتؤكد أنها بخير، في خطوة زادت الجدل حول شخصيتها.
3. خالد الرسّام:
بدأ مشواره برسم البورتريهات عبر البث المباشر، لكنه اتجه لاحقًا لمحتوى مثير للجدل. في أغسطس 2025، ألقت الشرطة القبض عليه في المنيا، وضبطت بحوزته سلاحًا ناريًا ومواد مخدرة، ليعت
رف أن هدفه كان الربح السريع من المحتوى المثير.