
د. إيمان بشير ابوكبدة
تعد واجهة الدماغ-الكمبيوتر (BCI) تقنية مبتكرة تهدف إلى ترجمة الإشارات الدماغية إلى أوامر يمكن لجهاز خارجي فهمها وتنفيذها. هذا يتيح للأشخاص الذين يعانون من إعاقات حركية أو صعوبات في النطق فرصة للتواصل والتحكم في الأجهزة المختلفة باستخدام أفكارهم فقط.
كيف تعمل BCI؟
تتضمن هذه التقنية عدة خطوات:
الاستشعار: يتم التقاط الإشارات العصبية من الدماغ. يمكن أن يتم ذلك باستخدام أقطاب كهربائية مزروعة جراحيًا في الدماغ، أو باستخدام أجهزة خارجية توضع على فروة الرأس.
المعالجة: يتم تحليل هذه الإشارات المعقدة باستخدام خوارزميات متقدمة، وغالبًا ما يتم دمجها مع الذكاء الاصطناعي (AI) لفك شفرتها.
التنفيذ: تُحوَّل الإشارات المفسَّرة إلى أوامر يمكن لجهاز خارجي (مثل كمبيوتر، كرسي متحرك، أو ذراع آلية) فهمها وتطبيقها.
تطبيق BCI على “الكلام الداخلي”
توصلت دراسة حديثة إلى أن تقنية BCI يمكنها فك شفرة “الكلام الداخلي” (الأفكار غير المنطوقة). هذا يمثل تطورًا كبيرًا، حيث أن الأبحاث السابقة ركزت على ترجمة الإشارات الدماغية الناتجة عن محاولة النطق الفعلي.
الآلية: وجد الباحثون أن مجرد التفكير في الكلمات يولد أنماطًا عصبية فريدة يمكن للذكاء الاصطناعي التعرف عليها وترجمتها إلى كلمات حقيقية.
الفوائد: هذه الطريقة أسرع وأكثر سلاسة للمستخدمين، لأنها لا تتطلب منهم محاولة تحريك عضلات النطق.
التحديات والحلول الأخلاقية
بينما يفتح هذا التطور آفاقًا واعدة، فإنه يثير مخاوف أخلاقية بشأن خصوصية الأفكار. يدرك العلماء هذه المخاوف ويعملون على حلول مبتكرة:
نظام الحماية بكلمة مرور: اقترح الباحثون نظامًا يتطلب من المستخدم التفكير في “كلمة مرور” سرية قبل أن يتمكن النظام من فك شفرة أي كلام داخلي، مما يضمن أن الأفكار لا تُقرأ عن غير قصد.
تجاهل الكلام الداخلي: بالنسبة للأنظمة الحالية المصممة لفك شفرة الكلام الفعلي، تم تطوير طرق لتدريب النظام على تجاهل إشارات الكلام الداخلي، مما يقلل من احتمالية التقاطها عن طريق الخطأ.
المستقبل الواعد لهذه التقنية
تتجه الأبحاث نحو تطوير:
أنظمة لاسلكية بالكامل: لتسهيل الاستخدام وجعلها أكثر راحة.
أنظمة أكثر دقة: من خلال تسجيل بيانات من عدد أكبر من الخلايا العصبية.
استكشاف مناطق دماغية جديدة: لدراسة الإشارات التي قد توفر معلومات أوضح عن الكلام المتخيل.