د. إيمان بشير ابوكبدة 

بعد عقود من محدودية خيارات العلاج، سيتمكن مرضى العضلي الليفي قريبًا من الحصول على علاج جديد مصمم لمعالجة أكثر أعراض هذه الحالة صعوبة: اضطراب النوم. وافقت إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) مؤخرًا على دواء تونميا، وهو علاج غير أفيوني يوضع تحت اللسان قبل النوم لعلاج العضلي الليفي لدى البالغين، ومن المتوقع أن يتوفر على نطاق واسع خلال أشهر. وهو أول دواء يعتمد لهذه الحالة المعقدة والمنهكة منذ أكثر من 15 عامًا.

تونميا هو قرص ليلي من سيكلوبنزابرين هيدروكلوريد يؤخذ تحت اللسان، يمتص بسرعة بعد وضعه تحت اللسان، متجاوزًا الجهاز الهضمي، مما يسرع مفعوله. في التجارب السريرية، ساعد هذا التناول السريع على تحسين جودة النوم وتقليل آلام الألم العضلي الليفي في اليوم التالي، مما يوفر راحة فورية، بالإضافة إلى تحسن محتمل في الأعراض على المدى الطويل.

وفقًا لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (CDC)، يُصيب الألم العضلي الليفي حوالي 2% من سكان العالم، بما في ذلك ما لا يقل عن أربعة ملايين بالغ في الولايات المتحدة، وما يصل إلى ثلاثة ملايين في المملكة المتحدة، ومليون في أستراليا. يُسبب الألم ألمًا منتشرًا في جميع أنحاء الجسم، بالإضافة إلى مشاكل في النوم، وإرهاق، ومشاكل في الإدراك، ومشاكل في الصحة النفسية. سبب هذه الحالة غير معروف، لكن إدراك الألم بشكل غير طبيعي هو السمة المميزة لها – وحتى الآن لا يوجد علاج شافٍ، بل يقتصر العلاج على التحكم في الألم فقط.

يعد دواء تونميا، الذي أعلنت إدارة الغذاء والدواء الأمريكية أنه سيتوفر تجاريًا في الربع الأخير من عام 2025، أكثر من مجرد إنجاز، بل هو علامة فارقة على أن الألم العضلي الليفي يؤخذ على محمل الجد، ويمنح المصابين به أملًا جديدًا. يأتي هذا الإصدار بعد تجربتين سريريتين من المرحلة الثالثة، واللتين حققتا انخفاضًا ملحوظًا إحصائيًا في الألم اليومي مقارنةً بالعلاج الوهمي. وكان التأثير الجانبي الأكثر شيوعًا هو خدر الفم أو اللسان، بسبب طريقة إعطاء الدواء، والتي كانت مؤقتة.

ويخضع الدواء حاليًا أيضًا لمرحلة التجارب لعلاج اضطراب ما بعد الصدمة (PTSD)، واضطراب تعاطي الكحول، والانفعالات الناجمة عن مرض الزهايمر.