د. إيمان بشير ابوكبدة
في لفتة تقدير لمسيرة فنية استثنائية، كرّم مهرجان فينيسيا السينمائي الدولي في دورته الـ 82 المخرج الألماني المخضرم فيرنر هيرتزوغ، ومنحه جائزة الأسد الذهبي لإنجاز العمر. وجاء هذا التكريم عرفاناً لمساهماته الكبيرة في السينما العالمية على مدار أكثر من خمسة عقود. وقدم المخرج الكبير فرانسيس فورد كوبولا كلمة الإشادة بهيرتزوغ في حفل الافتتاح، مسلطًا الضوء على بصمته العميقة في تاريخ السينما.
من قرية نائية إلى ريادة السينما الجديدة
ولد فيرنر هيرتزوغ عام 1942 في قرية نائية بألمانيا خلال الحرب العالمية الثانية. ورغم نشأته في أسرة بسيطة، إلا أن الظروف الصعبة عززت لديه الخيال والعزلة، وهما عنصران ظهرا بوضوح في أفلامه لاحقاً. درس هيرتزوغ الأدب والتاريخ والموسيقى قبل أن يبدأ رحلته في عالم السينما من الصفر، ليصبح أحد أبرز رواد حركة “السينما الألمانية الجديدة”.
شغف بالمغامرة والبحث الفلسفي
تميزت أفلام هيرتزوغ بجرأتها الفكرية وقدرتها على استكشاف الجوانب المعقدة في النفس البشرية. كان أول أفلامه الطويلة Lebenszeichen – 1967/1968، الذي حصد جائزة الدب الفضي في مهرجان برلين، ليعلن عن ولادة مخرج فريد من نوعه.
من أبرز أعماله الروائية Aguirre, the Wrath of God – 1972، وFitzcarraldo – 1982 الذي فاز عنه بجائزة أفضل مخرج في مهرجان كان، حيث جسّد من خلاله شغفه بالمستحيل. أما في الأفلام الوثائقية، فقدّم روائع مثل Grizzly Man – 2005 و Cave of Forgotten Dreams – 2010.
علاقة معقدة ومميزة مع الممثلين
اشتهر هيرتزوغ بعلاقاته المتوترة مع بعض الممثلين، خاصة علاقته العاصفة بالممثل الراحل كلاوس كينسكي. ورغم الخلافات العنيفة بينهما، فقد قدّما معًا خمسة أفلام مهمة، عكست موضوعات الصراع والجنون التي لطالما تناولها هيرتزوغ في أعماله.
إنجازات وجوائز بارزة
مهرجان برلين السينمائي: حصد فيلمه Lebenszeichen جائزة “الدب الفضي – جائزة لجنة التحكيم الاستثنائية” عام 1968.
مهرجان كان السينمائي: نال جائزة أفضل مخرج عن فيلم Fitzcarraldo عام 1982.
جوائز الأوسكار: ترشح لجائزة أفضل فيلم وثائقي عن فيلم Encounters at the End of the World عام 2009.
يعيش هيرتزوغ في لوس أنجلوس منذ أواخر التسعينيات، وإلى جانب عمله السينمائي، كتب أكثر من 12 كتابًا، كما أسس مدرسة Rogue Film School لتدريس مهارات سينمائية غير تقليدية.
