د.نادي شلقامي
شهد قناع توت عنخ آمون الذهبي على ارتفاع المستوى الفني والحرفي الذي وصل إليه المصريون القدماء في الدولة الحديثة، وقد كان القناع يغطي رأس المومياء المكفنة في تابوتها، وسجل عليه التعويذة الحادية والخمسين بعد المائة باء من كتاب الموتى لتوفير حماية إضافية لجسد الملك.
القناع الذهبي لتوت عنخ آمون يشهد على براعة المصريين القدماء ويستعد للنقل إلى المتحف المصري الكبير ويُظهر القناع اهتمام الفنانين المصريين القدماء بأدق التفاصيل، بما يساعد روح الملك المتوفى على الاهتداء إلى جسده، ويعزز فرصة بعثه. وتزينت جبهة القناع برموز الملكية والحماية، بما في ذلك النسرة والكوبرا، فيما شكّلت الألواح الذهبية عن طريق التسخين والطرق، وزُينت العينان والحاجبان بأحجار الأوبسيديان، الكوارتز، واللازورد، بينما زين الصدر بقلادة من الأحجار شبه الكريمة والزجاج الملون الذي ينتهي برؤوس الصقر.
ويبلغ ارتفاع القناع 54 سم وعرضه 39.3 سم، ويصنف ضمن المقتنيات الذهبية المصنوعة من الذهب، الأوبسيديان، اللازورد، الكوارتزيت، والزجاج باستخدام تقنيات النقش، الطرق، التطعيم، واللحام. رقم التسجيل الخاص بالقناع هو JE 60672، ويعود تاريخ اكتشافه إلى توت عنخ آمون / نب خبرو رع في وادي الملوك، ويُعرض حاليًا بالمتحف المصري بالقاهرة
وفي سياق الاستعدادات النهائية لافتتاح المتحف المصري الكبير، أعلنت وزارة السياحة والآثار غلق قاعة الملك توت عنخ آمون بالمتحف المصري بالتحرير اعتبارًا من 20 أكتوبر لنقل آخر مقتنياته الأثرية إلى القاعة المخصصة له بالمتحف الكبير، حيث سيُعرض القناع مع باقي مقتنيات الملك الذهبي لأول مرة مجتمعة، قبل افتتاح المتحف المقرر في الأول من نوفمبر المقبل.
