د. إيمان بشير ابوكبدة
كشفت دراسة حديثة واسعة النطاق، أعدها معهد القياسات الصحية والتقييم بجامعة واشنطن ونُشرت في مجلة “لانسيت”، عن أرقام مقلقة بخصوص مرض السكري. فقد أظهرت النتائج أن ما يقارب نصف البالغين المصابين بالسكري على مستوى العالم (44%) لا يعلمون بمرضهم.
ويُعد هذا الوضع أكثر خطورة بين الشباب، الذين ترتفع لديهم معدلات عدم التشخيص، رغم أنهم الأكثر عرضة للمضاعفات الخطيرة طويلة الأمد مثل أمراض القلب والكلى وفقدان البصر.
فجوة عالمية في التشخيص والعلاج
تُظهر الدراسة، التي شملت بيانات من 204 دول، وجود فجوة كبيرة في إدارة مرض السكري بين مناطق العالم المختلفة. ففي حين حققت أميركا الشمالية أعلى معدلات التشخيص، تفوقت منطقة آسيا والمحيط الهادئ في نسب العلاج بين المرضى المشخصين. أما أميركا الجنوبية، فقد كانت الأفضل في السيطرة المثالية على مستويات السكر في الدم.
في المقابل، كانت الصورة قاتمة في إفريقيا، حيث لم يدرك إصابتهم بالسكري سوى أقل من 20% من المصابين، مما يعكس فجوة صارخة بين الدول الغنية والفقيرة في التعامل مع هذا المرض.
توقعات مقلقة للمستقبل
تتوقع الدراسة أنه بحلول عام 2050، سيصل عدد المصابين بالسكري إلى 1.3 مليار شخص حول العالم. وحذرت الباحثة لورين ستافورد، المؤلفة الأولى للدراسة، من أن هذا “الوباء الصامت” يتسلل بسرعة.
وشدد البحث على أهمية اتخاذ إجراءات عاجلة، تشمل الاستثمار في برامج الفحص المبكر خاصةً للشباب، وتوسيع نطاق الوصول إلى الأدوية وأدوات مراقبة الجلوكوز، لا سيما في المناطق المحرومة.
