د.نادي شلقامي
في تقرير لها، ذكرت صحيفة “يديعوت أحرونوت” بأن إسرائيل تقترب من “ساعة الصفر” بخصوص احتلال غزة، والمناورة لافتة إلى “طريقة المناورة بجانب الأسرى والتوصية باستغلال الهجوم في قطر”.
وحسب “يديعوت أحرنوت” العبرية، غادر مئات آلاف الفلسطينيين مدينة غزة باتجاه الجنوب، ومن المتوقع أن يتبعهم كثيرون آخرون، وفقا لتقديرات الجيش الإسرائيلي، عندما يرون قريبا الدبابات ومركبات المشاة المدرعة تدخل الأحياء الغربية للمدينة. ولكن التطور الأكبر متوقع أن يكون في تداعيات محاولة الاغتيال الفاشلة لقيادة حماس في قطر مؤخرا.
يضاف إلى ذلك التوتر الأمني المتزايد في الضفة الغربية مع وقوع ثلاث هجمات في أقل من أسبوع، والجهود الكبيرة التي تبذلها المؤسسة الأمنية لمنع أسباب الاضطرابات في الضفة الغربية خلال الأعياد اليهودية، وذلك لتجنب تحويل القوات التي من المفترض أن تناور في غزة.
على الرغم من أن معظم قيادة “حماس” نجت على الأرجح من الهجوم المفاجئ في العاصمة القطرية، وربما لم تصب بأذى، فإن المؤسسة الأمنية تقدر أن إسرائيل يمكنها استغلال نتائج الحدث لصالحها، وتعزيز صفقة لإعادة الأسرى بشروط أفضل. وفي نهاية الأسبوع، حاولت المؤسسة الأمنية فهم مواقف حماس، وقطر، والولايات المتحدة بعد عملية “قمة النار” التي لم تنجح.
حتى بعد لقاء رئيس وزراء قطر،الشيخ محمد آل ثاني، أمس في واشنطن مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وجدت إسرائيل صعوبة في فك شفرة خارطة الطريق الجديدة لجميع الأطراف، وما إذا كانت قطر ستنسحب من مفاوضات الصفقة، أو ستتراجع، أو ستفهم أن هذه فرصة جديدة يجب استغلالها في مواجهة إسرائيل وحماس.
وورد في تقرير “يديعوت أحرونوت” أن “استغلال الأزمة مع قطر قد يؤدي إلى خيار آخر: اختيار إسرائيل لمصر كوسيط رئيسي مع حماس لإبرام صفقة، كما أوصى بذلك مرارا مسؤولون كبار في الجيش الإسرائيلي وجهاز الأمن العام (الشاباك)، بسبب الدعم القطري الدائم وطويل الأمد لحماس وتمويلها”.
ونقلت الصحيفة عن مسؤولين في الجيش الإسرائيلي قولهم أمس (السبت): “العملية في الدوحة أحدثت صدمة، يمكننا استغلالها لصالحنا إذا أردنا. خلال أسبوع سنعرف ما إذا كان اتجاهنا المحتمل جيدًا أم سيئا”. وتأمل المؤسسة الأمنية أن تتضح الصورة بعد زيارة وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو إلى إسرائيل.
ووفقا لـ”يديعوت أحرونوت”، من بين العوامل التي تضيف المزيد من التوتر إلى الوضع المتأزم بالفعل، يمكن إضافة قوافل الاحتجاج الكبيرة ضد إسرائيل التي من المتوقع أن تصل إلى المنطقة البحرية لقطاع غزة في نهاية الأسبوع، والقمة العربية الإسلامية الطارئة التي قد تصدر عنها إدانات شديدة للهجوم الإسرائيلي في الدوحة، بالإضافة إلى خطوات عملية. وإذا لم يكن ذلك كافيا، فمن المتوقع أن يقع حدثان سياسيان مهمان في بداية الأسبوع المقبل: المؤتمر السنوي للجمعية العامة للأمم المتحدة، حيث من المتوقع أن تعلن العديد من الدول عن دعمها لإقامة دولة فلسطينية، إلى جانب المؤتمر الفرنسي-السعودي حول هذا الموضوع.
بالإضافة إلى ذلك، اكتشفت المؤسسة الأمنية الإسرائيلية أن “حماس قد أنشأت بالفعل لجان حكم بديلة، في حال واجهت القيادة صعوبة في اتخاذ القرارات”.
وذكر تقرير الصحيفة العبرية أن “كل هذه الأمور ستتجمع في الأسبوع نفسه الذي سيبدأ فيه الجيش الإسرائيلي مناورته في مدينة غزة، بعد حوالي عام ونصف من المناورة الأولى في المدينة في بداية الحرب. ويستعد الجيش الإسرائيلي أيضًا لاحتمال تأجيل المناورة لمدة يوم أو حتى أكثر من ذلك، بسبب ضغوط سياسية أو محاولة أخيرة لتحقيق اختراق في الصفقة.
وأضاف التقرير: “أمس، اكتملت الاستعدادات النهائية للمرحلة البرية من عملية “عجلات جدعون ب”، وتم بالفعل تجميع مئات الدبابات، ومركبات المشاة المدرعة، والجرافات حول قطاع غزة قبل دخولها إلى شمال القطاع. ويتعلق الأمر بشكل رئيسي بالكتائب النظامية، وفي ضواحي المدينة، مثل حي الزيتون جنوبا وحي الشيخ رضوان شمالا، تعمل بالفعل كتائب من الجيش الإسرائيلي للسماح بدخول الألوية إلى غرب المدينة”.
