أحمد رشدي
القطط مخلوقات ساحرة تلفت الأنظار برشاقتها وجمالها وألوانها المتنوعة وتعتبر من أكثر الحيوانات الأليفة شعبية في البيوت لقد رافقت الإنسان منذ القدم وأصبحت جزءاً من حياته اليومية وتتنوع أنواع القطط بين القصيرة والطويلة الشعر وبين المحلية والعالمية مثل السيامي والبيرشن والماين كون ولكل نوع مميزات خاصة تجعله فريداً ومميزاً
تمتاز القطط بطباعها الرقيقة والمرحة فهي تحب اللعب والاستكشاف وتستجيب للمداعبة والحب كما أن بعض القطط تميل إلى الهدوء والانطوائية بينما تكون أخرى نشيطة واجتماعية تعكس شخصيتها حسب تربيتها وبيئتها فالقطط تشكل مثالاً للحساسية والفهم غير المعلن فهي تستطيع قراءة مشاعر صاحبها وتمنحه طمأنينة وراحة نفسية كبيرة
لغة القطط غنية بالحركات والإشارات فحركة الذيل تعكس مزاجها فالذيل المرفوع يدل على الثقة والسعادة بينما الذيل المنخفض أو المنحني يشير إلى القلق أو الحذر كما أن المواء وأنواع الخرخرة تختلف بحسب شعورها بالارتياح أو الحاجة للاهتمام أو التحذير من شيء ما كما تعبر القطط عن مشاعرها من خلال وضع الأذنين والعينين وحركات الجسم بشكل عام مما يجعل فهمها ممتعاً ويقوي العلاقة بينها وبين صاحبها
تربية القطط مسؤولية جميلة تتطلب توفير الغذاء الصحي والنظيف والماء النقي والمكان الآمن للنوم واللعب كما يجب الاهتمام بنظافتها اليومية وقص الأظافر وتنظيف الفراء لتجنب الأمراض والحفاظ على صحة القط وسعادته فالاهتمام بالقطط من مظاهر الرحمة والرفق بالحيوان الذي حثت عليه الأديان السماوية ففي الإسلام سئل النبي صلى الله عليه وسلم عن تربية القطط فقال إنها من الطوافات عليكم أي من الكائنات التي يثاب الإنسان على رعايتها والرفق بها ويجعل ذلك سبباً في الرحمة والثواب
إلا أن تربية القطط تأتي مع مسؤولية معرفة الأخطار الصحية التي قد تواجهها أو تواجه الإنسان إذا لم يتم الاهتمام بها بشكل صحيح فالقطط قد تصاب بأمراض شائعة مثل الطاعون القططي وفيروس الكالسيك وفيروس التهاب الكبد والفيروسات التنفسية والبكتيرية كما يمكن أن تنقل بعض الطفيليات مثل الديدان والبراغيث والقراد إلى الإنسان إذا لم يتم اتخاذ الاحتياطات اللازمة لذلك
للحفاظ على صحة القطط والإنسان يجب الاهتمام بالتطعيمات الدورية للقطط ضد الأمراض المعدية مثل فيروس الكالسيك وفيروس التهاب الكبد وفيروس التهاب الجهاز التنفسي ولقاح داء الكلب كما يجب تنظيف صناديق الفضلات يومياً وغسل اليدين بعد التعامل مع القطط وتوفير الغذاء الجيد والماء النظيف والتأكد من عدم تواجد القطط في أماكن ملوثة أو فيها حيوانات مصابة بالإضافة إلى المتابعة الدورية عند الطبيب البيطري للكشف المبكر عن أي مرض أو طفيليات والوقاية منها
القطط ليست مجرد حيوانات أليفة بل معلمين في اللطف والرحمة والصبر فهي تمنح البيت حياة وسعادة وتخفف الشعور بالوحدة كما أنها تعلم الأطفال والكبار معاني العطاء غير المشروط والمسؤولية والاهتمام بالمخلوقات الصغيرة فالعيش مع القطط يزرع في النفوس قيم اللطف والرحمة ويذكرنا بأهمية رعاية كل كائن حي فالاعتناء بصحة القطط وفهم طباعها وحركاتها والوقاية من الأمراض سلوك جميل يعكس ثقافة الرحمة ويجعل الحياة معها أكثر متعة وأماناً وسلاماً للجميع
