تقرير / مها سمير
في الذكرى السنوية الثانية ( 730 يوماً ) للحرب التي اندلعت بعد أحداث أكتوبر 2023، يعايش سكان غزة حالة من الترقب الحذر فيما تتجه الأضواء إلى مفاوضات جديدة مقررة في القاهرة، وسط قصف متواصل وسقوط عشرات القتلى يومياً.
مفاوضات القاهرة ومآلاتها
أكدت السلطات المصرية تنظيم جولة جديدة من المباحثات غير المباشرة بين إسرائيل وحركة حماس، بمشاركة وسطاء دوليين، لبحث خطة سلام مدعومة من الولايات المتحدة.
تتضمن الخطة الأميركية أن تقرّ إسرائيل بخط انسحاب مبدئي من أجزاء من غزة، على أن يتم تفعيل وقف إطلاق النار فور موافقة حماس، بالتوازي مع تبادل للأسرى بين الطرفين.
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أعرب عن أمله بأن تؤدي المفاوضات إلى الإفراج السريع عن الأسرى، واصفاً الجولة بأنها فرصة “للتقدم الفعلي”.
من جهته، قال وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو إن أهل غزة ينتظرون النتائج، لكن الحرب لم تنته بعد، وإن الأمر سيُحَسم بناءً على نتائج التفاصيل اللوجستية في المحادثات.
التطورات الميدانية: القصف يستمر وسقوط ضحايا
رغم إعلان إجراء المفاوضات، لم تتوقف الغارات الجوية الإسرائيلية على قطاع غزة، حيث أفادت المصادر المحلية بسقوط ما لا يقلّ عن 36 قتيلاً بينهم أطفال، جراء غارات شنتها إسرائيل خلال اليوم الأخير.
كما ورد في تقارير حية أن القصف تواصل حتى أثناء انتقال وفود التفاوض نحو القاهرة، مما يعكس التوتر الحاد بين الرغبة في اتفاقٍ سياسي والرغبة في تحقيق مكاسب ميدانية.
على صعيد أمني أوسع، أعلن الجيش الإسرائيلي أن أنظمة الدفاع الجوي اعترضت صاروخاً أُطلق من اليمن باتجاه أراضي إسرائيل، ما أدى إلى تفعيل الإنذارات في بعض المناطق.
حصيلة الضحايا وأزمة إنسانية متفاقمة
بحسب وزارة الصحة في غزة، فقد ارتفع عدد القتلى منذ بداية الحرب في أكتوبر 2023 إلى أكثر من 67,000 شخص، مع عشرات الضحايا يومياً من المدنيين.
مصادر طبية داخل المستشفيات في القطاع أكّدت مقتل أكثر من 18 شخصاً منذ فجر اليوم، بينهم مدنيون كانوا ينتظرون مساعدات إنسانية.
الوضع الإنساني في غزة وصل إلى نقطة الانهيار: البنية التحتية مدمّرة، موارد الماء والكهرباء شبه مقطوعة، وحدود القدرة على تقديم الخدمات الصحية تكاد تكون معدومة في ظل استمرار القصف والحصار.
