د.نادي شلقامي
لقد عرفنا دائمًا أن الرياضة تساعد في حرق السعرات الحرارية، لكن الآن يكشف العلم عن قوة خفية أعمق بكثير. فريق من نخبة الباحثين في الولايات المتحدة (من ستانفورد ومؤسسة دان دنكان وغيرها) استطاعوا فك شفرة المفتاح الكيميائي الذي يطلق أثناء مجهودك البدني، وهو مركب “Lac-Phe”.
هذا ليس مجرد منتج ثانوي للتمارين، بل هو قاطع شهية طبيعي خارق! يتجه هذا المركب مباشرة إلى عقلك لـ “إسكات” الخلايا العصبية المسؤولة عن الجوع. تخيل علاجًا للسمنة وزيادة الوزن لا يعتمد على عقاقير خارجية، بل على صيغة طبيعية داخلية يفرزها جسمك بمجرد أن تبدأ بالحركة. هذا الاكتشاف يفتح الباب أمام ثورة حقيقية في معالجة تحدي السمنة العالمي!
وخلال الدراسة التي نشرتها الدورية العلمية Nature Metabolism المتخصصة في أمراض التمثيل الغذائي، تبين للباحثين بعد إجراء سلسلة اختبارات على فئران التجارب أن المجهود البدني يقلل الشهية لدى الفئران ويساعد في إنقاص الوزن.
ويقول الباحث يانج هي، وهو أستاذ مساعد متخصص في أمراض الأعصاب في مؤسسة دان دانكان البحثية: “تعتبر ممارسة التدريبات الرياضية بانتظام وسيلة فعالة لإنقاص الوزن والوقاية من الأمراض المرتبطة بالسمنة مثل السكري وأمراض القلب”، مضيفا في تصريحات للموقع الإلكتروني “سايتيك ديلي” المتخصص في الأبحاث العلمية أن “الرياضة تساعد في إنقاص الوزن عن طريق زيادة كمية الطاقة التي يستهلكها الجسم، ولكن هناك آليات أخرى على الأرجح تساعد في هذه العملية أيضا”.
وأوضح يانج: “لقد تحرينا طريقة تنظيم المخ للشهية وسلوكيات التغذية، ووجدنا أن المركب Lac Phe ينطوي على أهمية في مساعدة الأشخاص الذين يحتاجون إلى إنقاص أوزانهم”.
وتوصل الباحثون إلى أن هذا المركب الكيميائي يعمل بشكل مباشر على الخلايا العصبية من نوعية AgRP الموجودة في منطقة تحت المهاد داخل المخ، وهي المسؤولة عن تنشيط الشعور بالجوع، ويقلل نشاطها، مما يسمح بتنشيط نوع آخر من الخلايا العصبية التي تعطي شعورا بالشبع وتحمل اسم خلايا PVH.
ورغم أن هذه الدراسة تركزت على الفئران، فإن النتائج التي توصلت إليها تعتبر واعدة بالنسبة للبشر، مع ضرورة إجراء مزيد من الأبحاث للتعرف بشكل أكبر على دور المركب Lac Phe في مشكلات الأيض المختلفة مثل السمنة أو النحافة، وفهم طريقة تعامل المخ مع الشعور بالجوع، بحيث يمكن الاستفادة من هذه النتائج في أغراض علاجية
