كتبت ـ مها سمير
قالت مصادر فلسطينية مطلعة لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) إنّ الأيام المقبلة (وخاصة الساعات الأربعون إلى الثمانون القادمة) ستُعدّ فاصلة في سير المفاوضات غير المباشرة الجارية بين حركة حماس وإسرائيل، برعاية مصرية وقطرية ودعم أميركي مكثّف، بهدف التوصّل إلى اتفاق أولي حول وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى.
وأكدت المصادر أن تصريحات الرئيس الأميركي دونالد ترامب الأخيرة من المكتب البيضاوي، التي تعهّد فيها ببذل “كل جهده ونفوذه” لضمان التزام الأطراف بالنتائج، جاءت تتويجًا لسلسلة اتصالات مكثّفة أجراها مسؤولون أميركيون مع الوسطاء المصريين والقطريين، ومع أطراف فلسطينية عبر قنوات غير معلنة، في محاولة لتهيئة الأجواء المناسبة للتوافق.
وأضافت المصادر أن الأيام الماضية شهدت تصاعدًا في النشاط الدبلوماسي على عدة محاور، حيث عقدت الوفود الوسيطة – المصرية والقطرية – اجتماعات متفرّقة مع ممثلي حماس والوفد الإسرائيلي، ركّزت على تثبيت التفاهمات المبدئية حول خطوط الانسحاب الميداني، وضمانات التنفيذ الآني، وآليات متابعة الالتزامات.
وتشير المعلومات إلى أن واشنطن رفعت من وتيرة تدخلها المباشر خلال اليومين الماضيين، بعدما تلقت إشارات تفاؤل من القاهرة والدوحة بوجود “أرضية واقعية” يُمكن البناء عليها. وقالت المصادر إن المسؤولين الأميركيين اختاروا هذه المرة العمل خلف الكواليس، بدلاً من الاعتماد على التصريحات العلنية، تفاديًا لإرباك التقدم الهش في المحادثات.
ومن بين المؤشرات التي رصدها الجانب الفلسطيني، وصول كل من جاريد كوشنر، مستشار ترامب السابق، والمبعوث الأميركي ستيف ويتكوف إلى شرم الشيخ، وهو ما تفسّره المصادر بأنه مؤشر قوي على أن المفاوضات دخلت مرحلتها النهائية، وأن وجودهما مرتبط غالبًا بصياغة الصياغات النهائية أو ضمانات أميركية للدعم في حال التوصل إلى اتفاق.
تُعقد المحادثات غير المباشرة في شرم الشيخ لليوم الثالث على التوالي، على خلفية خطة ترامب المكوّنة من 20 نقطة، التي تعتزم إدارة وقف إطلاق النار، وإطلاق الأسرى خلال 72 ساعة، ونزع سلاح حماس، وانسحابًا تدريجيًا للقوات الإسرائيلية، تليه مرحلة انتقالية يديرها مجلس دولي، وفق ما أعلنت الولايات المتحدة.
وفي سياق متصل، أعلن ترامب أن مفاوضات غزة تتقدّم بسرعة، وأن المرحلة الأولى من الخطة يُفترض أن تُنجز خلال هذا الأسبوع. كما ذكرت مصادر أن إسرائيل قبلّت “خط الانسحاب الأولي” – شرطًا أن تؤكّد حماس التزامها بالاتفاق، من أجل بدء عملية إطلاق الأسرى.
من جهتها، أكّدت حماس على لسان قياداتها استعدادها لدراسة الخطة الأميركية بجدية، شريطة تقديم ضمانات واضحة بعدم استئناف التصعيد لاحقًا، بما في ذلك ضمان انسحاب القوات الإسرائيلية كاملاً.
إذا نجحت هذه الساعات المفصلية في تثبيت التفاهمات وتجاوز العقبات الكبرى مثل نزع السلاح، والتوقيت التفصيلي للانسحاب، وآلية الحكم الانتقالي في غزة، فقد يكون السبيل ممهدًا لوقفٍ دائم وإطلاق عملية إعادة الإعمار. أما في حالة فشلها، فستعود المحادثات إلى نقطة الصفر، وربما يُستأنف التصعيد العسكري.
