كتبت ـ مها سمير
تواصل المدينة المحاصرة الفاشر في ولاية شمال دارفور غربي السودان معاناة دموية بين يدَي القصف الجوي والمسير والقتال البري، حيث أعلن المفوض السامي لحقوق الإنسان بالأمم المتحدة أن حصيلة الهجمات التي شنتها قوات الدعم السريع على الأحياء السكنية ومخيمات النازحين خلال الأيام الثلاثة الأخيرة بلغت 53 قتيلاً وأكثر من 60 جريحاً.
وفقاً للتقارير، استهدفت الغارات والطائرات المسيّرة، إلى جانب قصف مدفعي عنيف، مناطق مثل حي الدرجة الأولى ومخيم أبو شوك ومحيط المستشفيات والمساجد.
وقد أفادت المصادر الطبية بأن الهجوم على مستشفى في الفاشر أسفر عن مقتل 12 شخصاً على الأقل وإصابة 17 آخرين، مع إصابة طواقم طبية من بينها طبيبة وممرض، وسط اتهامات باستهداف المنشآت الصحية عمداً.
كما أكّد المفوض فولكر تورك أن سبعة أشخاص على الأقل قُتلوا بعد أن داهمتهم قوات الدعم السريع في مداهمات أرضية، ربما بدوافع متعلقة بالانتماء العرقي.
من ناحية عسكرية، أفادت قوات الجيش السوداني بأنها تمكنت من استعادة السيطرة على مواقع دفاعية داخل الفاشر وكبدت المهاجمين خسائر كبيرة في الأرواح والعتاد، بعد مقاومة في المحاور الجنوبية والغربية للمدينة.
هذه التطورات تأتي في سياق حصار مفروض على الفاشر منذ مايو 2024 من قبل قوات الدعم السريع، في محاولة لإحكام السيطرة على كامل إقليم دارفور، حيث تعاني المدينة أزمة إنسانية شديدة بسبب نقص الغذاء والدواء والطرق الآمنة للخروج منها.
من جهتها، ندّدت الأمم المتحدة بالتصعيد الحاصل، محذّرة من وقوع مجازر عرقية واسعة إذا استمر استهداف المدنيين بدون رادع دولي، وطالبت الدول الفاعلة بالتدخل الفوري لوقف هذا النزيف.
