كتبت ـ مها سمير
أعلنت مراكز الزلازل الدولية أن منطقة شمال شرق إثيوبيا شهدت مساء السبت زلزالاً قوياً بلغت شدّته 5.7 درجات على مقياس ريختر، على عمق حوالي 10 كم تحت سطح الأرض، وفق بيانات المركز الألماني لأبحاث علوم الأرض (GFZ).
ولم تقتصر الهزة الأولى على ذلك، بل تلتها سلسلة ارتدادية — ما لا يقل عن 9 هزّات صغيرة إلى متوسطة — تراوحت بين 3.7 و 5.0 درجات، حسب بيانات مركز الزلازل الأوروبي المتوسطي.
ما مدى الخطر، ولماذا هذه الزلازل تشكّل تهديداً؟
القرب من السطح (عمق 10 كم) يزيد من تأثير الهزة على المباني والبنى التحتية مقارنة بالزلازل العميقة.
المنطقة تنتمي إلى الحزام النشط جيولوجياً المسمّى “الوادي المتصدّع الكبير” (Great Rift Valley)، والذي يُعدّ من أكثر المناطق تأثراً بالنشاط الزلزالي في أفريقيا والعالم.
الهزّات الارتدادية المتكررة قد تُفاقم الخسائر في المباني المتضررة مسبقاً، وتزيد من مفاجأة السكان وتعقيد جهود الإنقاذ أو التقييم.
حتى الساعة لا توجد تقارير مؤكدة عن خسائر بشرية أو أضرار كبيرة، لكن السلطات تعمل على تقييم المواقع التي شعر الناس فيها بالزلزال، خصوصاً في المناطق القريبة من السدّ الإثيوبي الذي يتعرض لضغوط كبيرة على البنية التحتية.
كما أن قلقاً يساور المواطنين في العاصمة أديس أبابا، رغم بعدها النسبي، حيث شعر بعضهم بالهزة، مما استدعى تفعيل فرق الطوارئ لمتابعة المباني القديمة والمعرضة للاهتزاز.
خبراء الزلازل يؤكدون أن الزلازل في هذه المناطق غالباً ما تنجم عن حركة الصفائح التكتونية وتوسع القشرة الأرضية في الحزام النشط (East African Rift)، وقد تترافق أحياناً مع نشاط بركاني أو تشققات سطحية.
إثيوبيا ليست جديدة على هذه الظواهر — ففي السنوات الأخيرة، خصوصاً بين 2024 و2025، سجلت البلاد عدة زلازل عنيفة في مناطق مثل أفار وأوروميا، ما أثار قلق العلماء والمواطنين على حد سواء.
