كتبت ـ مها سمير
شهدت شوارع تل أبيب والقدس، مساء اليوم، انتشارًا كبيرًا للافتات عملاقة تدعو إلى السلام والتطبيع مع إسرائيل، لكنها لفتت الأنظار بخلوها التام من اسم رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو.
على اللافتات ظهرت صور الرئيس الأميركي دونالد ترامب، ووزير خارجيته ماركو روبيو، والمبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف، بالإضافة إلى جاريد كوشنر، صهر ترامب، والذي عادت صورته بقوة إلى المشهد السياسي.
انطلقت هذه الحملة عبر شعار “ائتلاف الأمن الإقليمي”، وهي مبادرة دُشنت العام الماضي بهدف ترسيخ ما يُسمى بـ “أمن إسرائيل” في الإطار الإقليمي. وقد رُفِقَت الصور بعبارات تحفيزية مثل:
“صناع السلام في الشرق الأوسط”
“لا تتوقفوا الآن”
“أكملوا الطريق إلى التطبيع”
ولاقت الصور انتشارًا واسعًا على منصات التواصل الاجتماعي، وتصاعدت التعليقات على غياب اسم نتنياهو عنها، ما أثار تساؤلات عن الرسالة الضمنية للحملة.
الحملة الدعائية هذه ليست الأولى من نوعها؛ إذ سبق أن أطلقت “ائتلاف الأمن الإقليمي” حملات مماثلة تطالب بـ توسيع اتفاقيات إبراهيم وربط التطبيع مع إنهاء الصراع الفلسطيني – الإسرائيلي.
على سبيل المثال، في فبراير 2025 ظهرت لافتات في القدس وتل أبيب تحت شعار “Israel Is Ready” تدعو لتطبيع العلاقات مع السعودية، في ظل حراك دبلوماسي أميركي مطلع العام ذاته.
ووفقًا لموقع الائتلاف، فإنه يطرح رؤية تُعرف باسم “خطة درع إبراهيم” التي تتضمن مبادئ مثل:
1. إنهاء حكم حماس في غزة وتنفيذ إعادة الإعمار تحت إشراف دولي
2. التوسع الرسمي لعلاقات إسرائيل مع السعودية ودول عربية أخرى
3. فصل تدريجي وآمن عن الفلسطينيين ضمن ترتيب إقليمي شامل
لكن بعض المراقبين طرحوا انتقادات لهذه الحملة، معتبرين أن إدراج بعض الزعماء العرب – مثل الرئيس السوري بشار الأسد – في بعض الإصدارات الدعائية أثار ردود فعل غاضبة في الأوساط العربية.
ربط الحملة بقمة شرم الشيخ وخطة ترامب
تأتي هذه الحملة في توقيت حساس، قبيل زيارة مرتقبة للرئيس الأميركي ترامب إلى إسرائيل، ثم إلى مصر للمشاركة في قمة سلام في شرم الشيخ، المقرَّر أن يُشارك فيها أكثر من عشرين زعيمًا عالميًا.
من المقرر أن تناقش القمة جهود إنهاء الحرب في غزة، وتعزيز الاستقرار الإقليمي.
كما تتزامن الحملة مع المراحل الأولى من خطة ترامب المكوّنة من 20 نقطة لوقف إطلاق النار، والتي تتضمن تبادلًا للأسرى وإعادة الإعمار، إضافة إلى رؤية لإدارة مستقبل غزة عبر لجنة تكنوقراطية فلسطينية بإشراف دولي قد يقودها ترامب أو بمشاركة شخصيات دولية مثل توني بلير.
في المرحلة الأولى من الاتفاق، من المقرر أن تُفرج حماس عن رهائن (أحياء ومتوفين) وتسليم رفات جندي إسرائيلي مفقود، بينما تُفرج إسرائيل عن آلاف المعتقلين الفلسطينيين.
وأعلنت الرئاسة المصرية أن قمة شرم الشيخ تهدف “لإنهاء الحرب في قطاع غزة وتعزيز جهود إحلال السلام والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط وفتح صفحة جديدة من الأمن والاستقرار الإقليمي.”
