“إيران تتحدى واشنطن: التخصيب مستمر والمفاوضات قيد المراجعة

كتبت ـ مها سمير
أعلن وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، يوم الأربعاء 21 مايو 2025، أن بلاده لم تتخذ قرارًا نهائيًا بشأن مشاركتها في الجولة المقبلة من المفاوضات غير المباشرة مع الولايات المتحدة، مشددًا على أن أنشطة تخصيب اليورانيوم لن تتوقف، سواء تم التوصل إلى اتفاق أم لا.
وقال عراقجي في تصريحات نقلتها وسائل إعلام رسمية: “لقد رفضنا سابقًا الطلبات غير المنطقية، وهذه التصريحات المتشنجة من الجانب الآخر لا تخدم مسار الحوار. موقفنا ثابت: إيران لن تتخلى عن حقها في التخصيب، ولن تربطه بمصير المفاوضات”.
وأضاف المسؤول الإيراني أن طهران لا تزال منفتحة على الخيار الدبلوماسي، لكنها في الوقت ذاته ترفض ما وصفه بـ”الإفراط في المطالب الأمريكية”، والتي قال إنها تتجاوز حدود الاتفاقيات السابقة.
وأكد: “إذا كانت هناك نية صادقة من الطرف الآخر للكشف بشفافية عن برنامجنا النووي السلمي، فنحن مستعدون للحوار.
لكن أي تفاوض يجب أن يُقابل برفع العقوبات غير العادلة، المبنية على مزاعم لا أساس لها”.
شدد المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، إسماعيل بقائي، على أن مواقف إيران في المفاوضات تستند إلى القانون الدولي واحتياجات البلاد. وأعرب عن أمله في أن تدفع الأطراف المعنية نحو تفاهم “عقلاني يضمن الأمن والاستقرار في المنطقة”.
في السياق ذاته، أدلى المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية، علي خامنئي، بتصريحات حاسمة يوم الثلاثاء، أكد فيها أن إيران “لا تنتظر إذن أحد” لمواصلة تخصيب اليورانيوم، مشيرًا إلى أن المحادثات غير المباشرة مع واشنطن “غالبًا لن تفضي إلى نتيجة”.
وتأتي هذه المواقف وسط حالة من الجمود في المحادثات، مع استمرار تبادل الاتهامات بين الطرفين حول مسؤولية التعثر. وبينما تصر إيران على حقوقها النووية ورفع العقوبات، تواصل الولايات المتحدة الضغط لتوسيع الاتفاق ليشمل ملفات أخرى، وهو ما ترفضه طهران حتى الآن.
الرسالة الإيرانية واضحة: لا عودة إلى طاولة المفاوضات إلا بشروط متوازنة، ومع استمرار تخصيب اليورانيوم كأمر “غير قابل للنقاش”، ما يفتح الباب أمام مرحلة جديدة من التوتر في الملف النووي الإيراني.