كتبت ـ مها سمير
أثار الرئيس التركي رجب طيب أردوغان والرئيس الأمريكي دونالد ترامب آمالًا مجددة في إمكانية التوصل إلى حل سياسي للنزاع بين روسيا وأوكرانيا، وسط مؤشرات على تزايد التنسيق الدبلوماسي بينهما، وإن لم يُعلن بعد عن إطار محدد للسلام.
مواقف أردوغان
أكد أردوغان في مناسبات عديدة أن تركيا مستعدة لأن تكون مضيفة للمفاوضات المحتملة بين روسيا وأوكرانيا، بمشاركة الولايات المتحدة، لتحقيق هدنة دائمة أو اتفاق سلام عادل.
وصف أردوغان الحل الدبلوماسي بأنه “يمكِن أن ينهي الحرب بسهولة” إذا تبنَّت الإدارة الأمريكية بقيادة ترامب نهجًا يقوم على الحوار والاتفاق بدلًا من التصعيد العسكري.
تركيا تؤكد دعمها الكامل لوحدة الأراضي الأوكرانية وسيادتها، وتشترط أن تكون أي مفاوضات قائمة على احترام هذه المبادئ.
مواقف ترامب والإدارة الأمريكية
من جهة الولايات المتحدة، هناك اهتمام متزايد بوضع مقترحات جديدة لتعزيز قدرات أوكرانيا الدفاعية، بما في ذلك الأسلحة بعيدة المدى، في إطار الضغط على روسيا لإجبارها على الدخول في مفاوضات سلام.
كذلك، هناك توقعات بأن ترامب سيلتقي الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي قريبًا في واشنطن لبحث تفاصيل موقف أوكرانيا في المفاوضات، وحاجاتها الأمنية والعسكرية، إضافةً إلى آليات ضمانات أمنية إذا تم التوصل لاتفاق.
العقبات والتحديات
رغم تصريحات أردوغان، فإن الكرملين حتى الآن أقل ترحيبًا بفكرة دوره كوسيط مباشر في السلام، ويصر على شروط خاصة به تتعلق بالأمن والهياكل الدولية.
مسألة الأسلحة طويلة المدى مثل صواريخ تومهوك (Tomahawks) مثارة في النقاش بين الولايات المتحدة وأوكرانيا، لكن روسيا رددت تحذيرات قوية من أن هذا الأمر قد يُصعّد النزاع أو يُستخدم ذريعة للتدخلات.
المتابعون يشيرون إلى أن الطريقة التي سيتعامل بها كل طرف (أوكرانيا، روسيا، الولايات المتحدة) مع البنود المتعلقة بالحدود، الضمانات الأمنية، الانسحاب، وإعادة الإعمار ستكون الفاصلة بين السلام النظري والتطبيق الواقعي.
هل هناك احتمال حقيقي؟
بتجميع المعطيات، يمكن القول إن:
هناك رغبة واضحة من بعض الأطراف في فتح قنوات للحوار، وإمكانية مشاركة تركيا كوسيط أو مضيف للمفاوضات، كما هو موقف أردوغان.
ترامب بدوره يظهر استعدادًا للنظر في مقترحات بديلة، واستخدام النفوذ الأمريكي لتشكيل شروط تفاوضية جديدة.
ولكن لا يزال الأمر في مرحلة مبكرة جدًا، والتحرك الفعلي يتطلب موافقة روسيا على الجلوس إلى طاولة المفاوضات بشروط مقبولة، بالإضافة إلى أن أوكرانيا تطالب بضمانات قوية لكي لا تكون مخرجات السلام مجرّد إنذار ثم استئناف للعمليات العسكرية.
