د.نادؤ شلقامي
في اقتراح يمزج بين الجغرافيا السياسية والهندسة الطموحة، كشف مبعوث من الكرملين عن رؤية مستقبلية جريئة تهدف إلى إعادة تشكيل العلاقة بين موسكو وواشنطن؛ داعياً إلى مد ‘نفق سكك حديدية عابر للقارات’ يحمل اسم ‘بوتين-ترامب’ تحت مياه مضيق بيرينج. ويهدف هذا المشروع العملاق إلى أن يصبح ‘رمزاً للوحدة’ بين القوتين العظميين، بالإضافة إلى فتح آفاق جديدة للتنقيب المشترك عن الموارد الطبيعية الهائلة في المنطقة.
ويتصور الاقتراح، الذي قدمه كيريل دميترييف الممثل الخاص للرئيس فلاديمير بوتين لشؤون الاستثمار ورئيس صندوق الثروة السيادية الروسي، مشروع إنشاءات بتكلفة ثمانية مليارات دولار بتمويل من موسكو و”شركاء دوليين” لبناء خط للسكك الحديدية والشحن بطول 112 كيلومترا في أقل من ثماني سنوات.
وطرح دميترييف، الذي ساعد في قيادة حملة لإحياء العلاقات الأمريكية الروسية، الفكرة في وقت متأخر أمس الخميس بعد أن تحدث بوتين مع نظيره الأمريكي دونالد ترامب عبر الهاتف واتفقا على الاجتماع في بودابست للبحث عن طريقة لوقف الحرب في أوكرانيا.
وكتب دميترييف على منصة إكس “يعكس حلم الربط بين الولايات المتحدة وروسيا عبر مضيق بيرينج رؤية راسخة، من السكة الحديدية بين سيبيريا وألاسكا عام 1904 إلى خطة روسيا لعام 2007. ودرس صندوق الاستثمار المباشر الروسي المقترحات القائمة، بما في ذلك خط للسكك الحديدية بين الولايات المتحدة وكندا وروسيا والصين، وسيدعم أكثرها قابلية للتطبيق”.
ويفصل مضيق بيرينج، الذي يبلغ عرضه 82 كيلومترا عند أضيق نقطة فيه، منطقة تشوكوتكا الروسية الشاسعة ذات الكثافة السكانية المنخفضة عن ولاية ألاسكا الأمريكية. وأفكار الربط بينهما قائمة منذ 150 عاما على الأقل. وتقع جزيرتا ديوميدي الصغيرتان، وإحداهما روسية والأخرى تابعة للولايات المتحدة، في منتصف المضيق ولا يفصل بينهما سوى أربعة كيلومترات.
واقترح دميترييف، الذي وطد علاقته مع ستيف ويتكوف المبعوث الخاص لترامب، أن تنضم شركات الطاقة الأمريكية الكبرى إلى المشروعات الروسية في القطب الشمالي، وأن تبني النفق شركة (ذا بورينج كومباني)، وهي شركة أمريكية لبناء الأنفاق يملكها الملياردير الأمريكي إيلون ماسك الذي كان حليفا لترامب.
وكتب دميترييف إلى ماسك على منصة إكس “تخيلوا أن نفق بوتين-ترامب سيربط بين الولايات المتحدة وروسيا وبين القارتين الأمريكيتين و أفرو-أوراسيا (كتلة أفريقيا وأوروبا وآسيا)، وهو نفق بطول 70 ميلا يرمز إلى الوحدة. تبلغ التكلفة التقليدية أكثر من 65 مليار دولار، ولكن تكنولوجيا ذا بورينج كومباني يمكن أن تقلل التكلفة إلى ما دون ثمانية مليارات دولار. فلنبن مستقبلا معا”.
ولم يصدر رد علني بعد عن ماسك أو ترامب.
