كييف تطالب بتوضيح عاجل بعد تجميد واشنطن شحنات السلاح: “قرار مؤلم” في لحظة حرجة

كتبت ـ مها سمير
استدعت الحكومة الأوكرانية القائم بأعمال المبعوث الأميركي في كييف، جون جينكل، احتجاجاً على قرار إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب تعليق شحنات أسلحة حيوية كانت مقررة لأوكرانيا. هذا التطور المفاجئ أثار قلقاً واسعاً في كييف، التي تواجه تصعيداً روسياً متزايداً على جبهات القتال.
وزارة الخارجية الأوكرانية أكدت في بيان رسمي أن وزير الخارجية أندريه سيبيها التقى بالدبلوماسي الأميركي في مقر الوزارة، لمناقشة الموقف “بشكل عاجل”، مشيرة إلى أن هذا الاستدعاء جاء لـ”التأكيد على الأهمية القصوى لاستمرار الدعم العسكري من الولايات المتحدة”، محذّرة من أن أي توقف مفاجئ “يعطي دفعة قوية لموسكو للاستمرار في تصعيدها”.
يأتي ذلك في أعقاب تقارير صحفية أميركية كشفت أن قرار تعليق المساعدات جاء نتيجة لانخفاض مقلق في مخزون الجيش الأميركي من الذخائر الدقيقة، وهو ما دفع البنتاغون لوقف مؤقت لتوريد صواريخ “باتريوت” الاعتراضية، وقذائف موجهة، بالإضافة إلى صواريخ تستخدمها مقاتلات F-16 الأوكرانية.
وزارة الدفاع الأوكرانية أوضحت أنها لم تتلقَ حتى الآن إشعاراً رسمياً بوقف الشحنات، لكنها تسعى للحصول على توضيحات مباشرة من وزارة الدفاع الأميركية.
عضو لجنة الأمن والدفاع في البرلمان الأوكراني، فيدير فينسلافسكي، وصف القرار بأنه “مؤلم للغاية”، خاصة بعد أيام قليلة من أعنف موجة قصف روسي منذ بداية الحرب في 2022.
وقال فينسلافسكي: “نحن نعتمد على هذه الأسلحة لحماية مدننا والبنية التحتية المدنية… والآن أصبحنا في موقف أكثر هشاشة”.
من جانبه، أشار مسؤول رفيع في وزارة الدفاع الأميركية إلى أن القرار يأتي في إطار “مراجعة دقيقة لمستوى الجاهزية الدفاعية للجيش الأميركي”، مؤكدًا أن التوازن بين دعم الحلفاء والحفاظ على قدرات الردع الوطنية “أمر حاسم في هذه المرحلة”.
المصادر أكدت أن القرار تم اتخاذه بشكل أولي في أوائل يونيو الماضي، لكنه بدأ يدخل حيز التنفيذ فعليًا في الأيام الأخيرة، بالتزامن مع تصاعد الهجمات الروسية بالطائرات المسيّرة والصواريخ.
الكرملين، من جهته، رحّب بما وصفه بـ”القرار العقلاني”، معتبرًا أن تقليص الدعم الأميركي لكييف “يدفع نحو نهاية أقرب للحرب”.
وبينما تستمر روسيا في تحقيق مكاسب ميدانية في بعض الجبهات، تبدو كييف اليوم في أمسّ الحاجة لأي دعم عسكري إضافي، وتعتبر هذا التجميد تهديداً خطيراً لاستقرارها الدفاعي في مواجهة أكبر تهديد وجودي لها منذ عقود.