صحافة مواطن

“عم أحمد وملك.. حلم الدفء والكرامة في نفق المحطة”

السيد عيد 

في قلب المدينة، حيث تختلط قسوة الحياة بصقيع الشوارع، يقف رجل خمسيني كل صباح أمام مدينة الكهرباء، بحلوان يبيع المناديل في صمت. إنه عم أحمد، رجل لم تكسره السنون، لكنه يحمل على كتفه الصغير عبئًا ثقيلًا وحلمًا كبيرًا.

إلى جانبه تقف “ملك”، طفلته ذات السبعة أعوام، بعينين أكبر من عمرها، وملامح صاغتها الأيام القاسية. لا تسأل الناس شيئًا، ولا تشتكي، فقط تمسك بيد والدها وتشاركه الرحلة اليومية في مواجهة الحياة.

عم أحمد لا يطلب مالًا ولا يمد يده. كل ما يرجوه وظيفة بسيطة كغفير في برج أو أي مكان يؤويه وطفلته الصغيرة من برد الشارع. هو فقط يريد مأوى دافئًا، يستطيع أن ينام فيه مطمئنًا، وتستطيع ملك أن تذهب إلى المدرسة دون أن تعود إلى نفق المحطة لتقضي ليلتها.

ورغم أنه لا يستطيع سوى اصطحابها للمدرسة يومًا واحدًا في الأسبوع، فإنه مصرّ على أن تتعلم، على أن تكون لها حياة أفضل.

نناشد من يملك القرار أو يملك فرصة: عم أحمد لا يريد صدقة، بل يريد كرامة.

هذه القصة ليست عن فقر فقط، بل عن كفاح وشهامة وأبوة نادرة. عم أحمد نموذج لرجل يحارب من أجل ألا تكون “ملك” مجرد رقم في قوائم المهمشين.

لمن يملك القدرة على التغيير: استمعوا لنداء الكرامة. لعل مقال بسيط يفتح بابًا لحياة كاملة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى