د. إيمان بشير ابوكبدة
يبدأ الرئيس الفرنسي الأسبق نيكولا ساركوزي اليوم تنفيذ حكم السجن الصادر بحقه داخل سجن “لاسانتي” الباريسي، أحد أشهر وأقسى السجون الفرنسية، في تجربة غير مألوفة لرجلٍ اعتاد حياة النفوذ والقصور والترف، وفق ما أورده موقع ميديا بارت الإخباري.
ويشير الموقع إلى أن زنزانات السجن، التي لا تتجاوز مساحتها تسعة أمتار مربعة، تمثل صدمة لأي نزيل جديد، فكيف برئيسٍ سابق قضى سنواته بين أروقة السلطة ومجالس الأعمال. ويضيف أن ساركوزي على وشك خوض “عالم مغاير تمامًا”، بعيد عن الأضواء والسياسة.
ويرجّح التقرير أن يُودع الرئيس الأسبق في قسم “الأشخاص المعرّضين للخطر” أو في العزل الانفرادي، وهي أقسام مخصصة عادة لشخصيات عامة أو لضباط ومسؤولين سابقين، وذلك لأسباب أمنية ونفسية. ويضم هذا القسم أيضًا سجناء بارزين مثل وزراء ومسؤولين سابقين ورجال أعمال.
وعلى الرغم من أعمال التجديد التي شهدها السجن بين عامي 2014 و2019، فإن ظروف المعيشة تبقى قاسية، إذ تبلغ نسبة الاكتظاظ نحو 190%، مما يضطر معظم السجناء لتقاسم الزنزانات. أما في الأقسام الخاصة، فعادة ما يُترك السجين بمفرده.
ويصف من خاضوا تجربة السجن سابقًا أن الليلة الأولى هي الأصعب، إذ يعيش السجين صدمة الانتقال من حياة الراحة إلى واقع جديد يسوده الصمت والضوضاء المتقطعة وصراخ الليل، ما يجعل النوم شبه مستحيل.
أما الإجراءات الأولية لدخول السجن، فتشمل أخذ البصمات والصور وتسليم الممتلكات الثمينة والتفتيش الكامل، حيث يُمنع إدخال أشياء بسيطة مثل العطور ومعجون الأسنان أو الكتب ذات الأغلفة الصلبة.
ويخضع السجناء لنظام صارم في تفاصيل الحياة اليومية، إذ لا مجال للاستقلالية، وكل تحرك يتطلب إذنًا مسبقًا. وتسمح الإدارة بثلاث زيارات أسبوعيًا فقط، مدتها 45 دقيقة لكل زيارة، بينما يُقيّد الاتصال الهاتفي بـ20 رقمًا معتمدًا.
ويؤكد الموقع أن ساركوزي سيواجه صدمة قاسية بين الجدران الرمادية للسجن، بعد أن ترك وراءه عالم الامتيازات السياسية. وسيتعين عليه التأقلم مع حياةٍ يسودها الروتين، الصمت، والصرامة، في تجربة ربما تكون الأصعب في مسيرته العامة.
