كتبت: د. إيمان بشير ابوكبدة
في الآونة الأخيرة، انتشرت على وسائل التواصل الاجتماعي وصفات تدّعي أن خلط الشيح مع القهوة يمكن أن يعالج مرض السرطان أو يحدّ من نمو الخلايا السرطانية، مما دفع كثيرين لتجربتها بدافع الأمل أو الخوف. لكن الحقيقة العلمية تختلف تمامًا عن هذه المزاعم.
لا دليل علمي على فعالية الشيح ضد السرطان
رغم أن نبات الشيح يحتوي على مركب طبيعي يُعرف باسم الأرتيميسينين، وقد أظهرت بعض الدراسات المخبرية أنه قد يؤثر على الخلايا السرطانية في ظروف معينة داخل المختبر، إلا أن هذه النتائج لم تُثبت في جسم الإنسان.
بمعنى آخر، لا توجد دراسة سريرية واحدة معتمدة تؤكد أن الشيح، سواء بمفرده أو مع القهوة، يمكن أن يشفي من السرطان أو يوقف تطوره.
خلط القهوة بالشيح ليس علاجًا بل خطرًا
تناول الشيح بجرعات غير محسوبة أو خلطه مع مواد منبّهة مثل القهوة قد يؤدي إلى:
تسمم الكبد واضطرابات في الجهاز الهضمي.
تسارع ضربات القلب وارتفاع ضغط الدم بسبب الكافيين.
تداخل دوائي خطير مع أدوية العلاج الكيميائي أو الإشعاعي.
الأخطر أن بعض المرضى يتركون علاجهم الطبي الموثوق ويستبدلونه بهذه الخلطات، مما يؤدي إلى تدهور حالتهم الصحية وتأخر فرص الشفاء.
العلم لا يقوم على الوصفات الشعبية
السرطان مرض معقّد يحتاج إلى متابعة طبية دقيقة وعلاجات مجرَّبة خاضعة للدراسات العلمية.
الأطباء والباحثون يعملون باستمرار لتطوير أدوية جديدة، لكن حتى الآن لا يوجد أي علاج عشبي معتمد لعلاج السرطان، بما في ذلك الشيح أو أي خلطات تعتمد عليه.
