دارين محمود
عـيـنـاي لا تـروي إلا لـوحـةً مـن الـحـيـاةِ بـاهـتـة،
كأن الألوان هُجرت صفيحة الرسام، وتركَت خلفها غُباراً رمادياً يغطي المشهد.
أبحثُ في الوجوه عن وميض، عن شرارةٍ تُضيء زاويةً معتمةً في إطاري اليومي؛ لكنني لا أجد سوى انعكاسي: ظلٌّ شاحبٌ يتحرك بلا صدى.
أين ذهبتْ حُمرةُ الشغف؟
تلك التي كانت تُزَيِّنُ الشروق وتُشعلُ ليالي الانتظار.
وأين اختفى زرقةُ الأمل؟
التي كانت ترسمُ سماءً واسعةً لو كانت الأرض ضيقة.
كل ما أراه الآن، هو تكرارٌ صامتٌ للأيام، كأن الحياة أصبحت فيلماً قديماً أُعيدَ بثّه بعد أن فقد رونقه، وتآكلت أطراف شريطه.
أتوقُ إلى صرخة لونٍ مفاجئة، إلى نقطة حبرٍ عشوائية تكسر هذا الرتابة وتُعيد للنبض إيقاعه الحقيقي.
هل سنبقى هكذا؟
ننظر إلى العالم من خلف زجاجٍ مُغَشَّى، حتى ننسى كيف يكون الشعور بشيءٍ ما، مشرقاً وحقيقياً، دون مرشحات الخيبة والملل؟……..
دارين محمود
