د.نادي شلقامي
اهتزت أرجاء عزبة الثلثمائة، الواقعة تحت نطاق مركز الشواشنة بمحافظة الفيوم، على وقع مأساة غير متوقعة، جسدت كيف يمكن لخلاف عابر أن يخرج عن السيطرة ليتحول إلى كارثة تلتهم الأخضر واليابس. بدأت القصة بنبرة هادئة، مجرد مشادة كلامية بسيطة بين أطفال صغار، وهي مشاهد تتكرر يوميًا في الأزقة والحارات، لكن هذه المرة كانت النهاية مختلفة ومروعة.
فما كان يُفترض أن ينتهي بتوبيخ من الأهل أو مصالحة سريعة، تحول بلمح البصر إلى مشاجرة حامية الوطيس بين سيدتين من سكان العزبة، هما «شيماء أ. ر. ع» و«دعاء م. ب. ع». وسط حالة من الذهول والتدخلات اليائسة من الأهالي لمحاولة احتواء كرة الغضب المتدحرجة، تطور الخلاف إلى ذروته المأساوية.
ولم تنتهِ الواقعة عند حد الصراخ والاشتباك، بل تجاوزت كل الحدود عندما أقدمت السيدتان على فعل إجرامي مروع: إشعال النيران في أحد المنازل بالكامل. وبينما كانت ألسنة اللهب ترتفع وتلتهم أركان المنزل، عاشت العزبة لحظات من الذعر والرعب، تحولت فيها أصوات المشاجرة إلى صرخات استغاثة، تاركة خلفها دمارًا كاملاً وخسائر مادية جسيمة، ومُسجلة واحدة من أغرب حوادث الانتقام التي قد تدفع ثمنها مجرد كلمات الأطفال.
ووفقًا للتحريات، فقد أقدمت المتهمة «ش. أ» على تحريض شقيقها «رشدي أ. ر»، ونجليها «محمد ر. ف» و«عبد الرحمن»، للانتقام من جارتها، حيث تسللوا ليلًا إلى محيط منزلها، وألقوا زجاجات مولوتوف بداخله، ما أدى إلى اندلاع النيران بشكل مفاجئ التهم محتويات المنزل خلال لحظات.
وسارع الأهالي إلى محاولة إخماد الحريق باستخدام الجِرَدَل والمياه والرمال، حتى تمكنوا من السيطرة على النيران وإنقاذ ما يمكن إنقاذه، فيما أسفر الحريق عن تفحم أجزاء من المنزل واحتراق الأجهزة الكهربائية والمفروشات، دون وقوع خسائر بشرية.
على الفور، انتقلت قوة من مركز شرطة الشواشنة إلى موقع الحادث، وتبين أن المنزل ملك المواطن محمد عبد العزيز، وتم تحرير محضر بالواقعة، وتكثف الأجهزة الأمنية جهودها لضبط المتهمين الهاربين، تمهيدًا لعرضهم على النيابة العامة التي تولت التحقيق.
