عزيزتي..
بعد التحية والسلام وقبلات أرسلت تسبق كلماتي
أما بعد ؛
حبيبتي لعلك بخير وقلبك قد عرف الراحة وسكنت نفسك الطمأنينة وارتاح بالك وفكرك.
وصلتني رسالتك والتي حملت الحيرة بين حروفها وطيف من الحزن يمر سريعا بين السطور ثم تستسلمين لحالة من الحب واللاحب متذبذبة بين الحياة واللاحياة ؛
ذكرتني حالتك تلك بنص عبقري لجبران خليل جبران قرأته مرات عدة وكلما مر الوقت ازداد إعجابي به ولعل هذا ما ينقصك يا حبيبتي؛
أعتبر هذا النص منهج حياة يناسبني تماما وأتوقع أنك بحاجة إليه ؛
كتب جبران :
“ﻻ ﺗﺠﺎﻟﺲ ﺃﻧﺼﺎﻑ ﺍﻟﻌﺸﺎﻕ، ﻭﻻ ﺗﺼﺎﺩﻕ ﺃﻧﺼﺎﻑ ﺍﻷﺻﺪﻗﺎﺀ، ﻻ ﺗﻘﺮﺃ ﻷﻧﺼﺎﻑ ﺍﻟﻤﻮﻫﻮﺑﻴﻦ، ﻻ ﺗﻌﺶ ﻧﺼﻒ ﺣﻴﺎﺓ، ﻭﻻ ﺗﻤﺖ ﻧﺼﻒ ﻣﻮﺕ، ﻻ ﺗﺨﺘﺮ ﻧﺼﻒ ﺣﻞ، ﻭﻻ ﺗﻘﻒ ﻓﻲ ﻣﻨﺘﺼﻒ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﺔ، ﻻ ﺗﺤﻠﻢ ﻧﺼﻒ ﺣﻠﻢ، ﻭﻻ ﺗﺘﻌﻠﻖ ﺑﻨﺼﻒ ﺃﻣﻞ، ﺇﺫﺍ ﺻﻤﺖّ .. ﻓﺎﺻﻤﺖ ﺣﺘﻰ ﺍﻟﻨﻬﺎﻳﺔ، ﻭﺇﺫﺍ ﺗﻜﻠﻤﺖ .. ﻓﺘﻜﻠّﻢ ﺣﺘﻰ ﺍﻟﻨﻬﺎﻳﺔ، ﻻ ﺗﺼﻤﺖ ﻛﻲ ﺗﺘﻜﻠﻢ، ﻭﻻ ﺗﺘﻜﻠﻢ ﻛﻲ ﺗﺼﻤﺖ.
ﺇﺫﺍ ﺭﺿﻴﺖ ﻓﻌﺒّﺮ ﻋﻦ ﺭﺿﺎﻙ، ﻻ ﺗﺼﻄﻨﻊ ﻧﺼﻒ ﺭﺿﺎ، ﻭﺇﺫﺍ ﺭﻓﻀﺖ .. ﻓﻌﺒّﺮ ﻋﻦ ﺭﻓﻀﻚ، ﻷﻥ ﻧﺼﻒ ﺍﻟﺮﻓﺾ ﻗﺒﻮﻝ .. ﺍﻟﻨﺼﻒ ﻫﻮ ﺣﻴﺎﺓ ﻟﻢ ﺗﻌﺸﻬﺎ، ﻭﻫﻮ ﻛﻠﻤﺔ ﻟﻢ ﺗﻘﻠﻬﺎ، ﻭﻫﻮ ﺍﺑﺘﺴﺎﻣﺔ ﺃﺟّﻠﺘﻬﺎ، ﻭﻫﻮ ﺣﺐ ﻟﻢ ﺗﺼﻞ ﺇﻟﻴﻪ، ﻭﻫﻮ ﺻﺪﺍﻗﺔ ﻟﻢ ﺗﻌﺮﻓﻬﺎ .. ﺍﻟﻨﺼﻒ ﻫﻮ ﻣﺎ ﻳﺠﻌﻠﻚ ﻏﺮﻳﺒﺎً ﻋﻦ ﺃﻗﺮﺏ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺇﻟﻴﻚ، ﻭﻫﻮ ﻣﺎ ﻳﺠﻌﻞ ﺃﻗﺮﺏ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺇﻟﻴﻚ ﻏﺮﺑﺎﺀ ﻋﻨﻚ.
ﺍﻟﻨﺼﻒ ﻫﻮ ﺃﻥ ﺗﺼﻞ ﻭﺃﻥ ﻻﺗﺼﻞ، ﺃﻥ ﺗﻌﻤﻞ ﻭﺃﻥ ﻻ ﺗﻌﻤﻞ، ﺃﻥ ﺗﻐﻴﺐ ﻭﺃﻥ ﺗﺤﻀﺮ .. ﺍﻟﻨﺼﻒ ﻫﻮ ﺃﻧﺖ، ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻻ ﺗﻜﻮﻥ ﺃﻧﺖ .. ﻷﻧﻚ ﻟﻢ ﺗﻌﺮﻑ ﻣﻦ ﺃﻧﺖ، ﺍﻟﻨﺼﻒ ﻫﻮ ﺃﻥ ﻻ ﺗﻌﺮﻑ ﻣﻦ ﺃﻧﺖ .. ﻭﻣﻦ ﺗﺤﺐ.
ﻟﻴﺲ ﻧﺼﻔﻚ ﺍﻵﺧﺮ .. ﻫﻮ ﺃﻧﺖ ﻓﻲ ﻣﻜﺎﻥ ﺁﺧﺮ ﻓﻲ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﻧﻔﺴﻪ.
ﻧﺼﻒ ﺷﺮﺑﺔ ﻟﻦ ﺗﺮﻭﻱ ﻇﻤﺄﻙ، ﻭﻧﺼﻒ ﻭﺟﺒﺔ ﻟﻦ ﺗﺸﺒﻊ ﺟﻮﻋﻚ، ﻧﺼﻒ ﻃﺮﻳﻖ ﻟﻦ ﻳﻮﺻﻠﻚ ﺇﻟﻰ ﺃﻱ ﻣﻜﺎﻥ، ﻭﻧﺼﻒ ﻓﻜﺮﺓ ﻟﻦ ﺗﻌﻄﻲ ﻟﻚ ﻧﺘﻴﺠﺔ.
ﺍﻟﻨﺼﻒ ﻫﻮ ﻟﺤﻈﺔ ﻋﺠﺰﻙ ﻭﺃﻧﺖ ﻟﺴﺖ ﺑﻌﺎﺟﺰ .. ﻷﻧﻚ ﻟﺴﺖ ﻧﺼﻒ ﺇﻧﺴﺎﻥ.
ﺃﻧﺖ ﺇﻧﺴﺎﻥ ﻭﺟﺪﺕ ﻛﻲ ﺗﻌﻴﺶ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ، ﻭﻟﻴﺲ ﻛﻲ ﺗﻌﻴﺶ ﻧﺼﻒ ﺣﻴﺎﺓ.”
لا تستسلمي لحالة النصف تلك يا عزيزتي بل أيقظي المارد الذي بروحك وطالما عاهدته فيكِ
يقظا، دعِ عنك حالة الاستسلام للاشيء والتطلع لكل شيء، بل انهضي واخطفي من الدنيا ما أردتي
نحن نضع القوانين يا عزيزتي، وبقدر ما شعرنا بالاستحقاق نجونا وظفرنا بما يليق بنا.
الحب حق وهدية القدر إليك عندما تحبين نفسك وتمنحينها التقدير الكافي، المال سيبحث عنك حينما لا تظنيه عقبة وهدفا صعب المنال،
تناغمي مع الحياة يا عزيزتي وحبي لآخر درجات العشق وغني وارقصي وانطلقي في الطبيعة
شاهدي جمال الخالق وإبداعه في خلقه حولك،
تأملي السماء واهمسي للبحر والمسي الورود لمسة حنان ورقة، اعتبري الكون أحد أفلام ديزني الشهيرة التي يأخذك جمالها كالأطفال وتخيلي نفسك الأميرة التي تتجول في البستان وحولها ترقص الورود وتتمايل الكائنات ..
أنتظر منك رسالة قريبة أرى فيها لمعة عينيك من بين السطور فرحا وحبا.
إليك طاقة محبة وسلام تغمرك بالراحة والرضا
وإلى لقاء قريب .
٢٤ ديسمبر ٢٠٢٢
